في مثل هذا اليوم من السنة التي نودعها بعد ساعات قليلة، استقبل الملك محمد السادس عام 2015 في تركيا عوض فرنسا بسبب الأزمة التي كانت تعيشها باريس والرباط على خلفية استدعاء القضاء الفرنسي للمدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، في قضية تتعلق ب"مزاعم تعذيب". لكن وبعد مرور عام كامل على التوتر، الذي امتد طيلة عام 2014، عاد الدفء إلى العلاقات بين المغرب وفرنسا في بداية 2015، وكانت زيارة محمد السادس لباريس أول الأنشطة الرسمية التي قام بها الملك خارج المغرب، حيث استقبله الرئيس الفرنسي في قصر الإيليزيه في تكريس للمصالحة بين البلدين، واسترجاع دينامية التعاون واستئناف التعاون القضائي الذي ظل معلقا بعد استدعاء الحموشي. بعد فرنسا، طار الملك محمد السادس، بتاريخ الأحد 3 ماي الماضي، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، إلى الرياض، في زيارة عمل، حيث وجد في استقباله العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان مرفوقا بالأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. زيارة فرنسا والسعودية تلتها الجولة الإفريقية التي امتدت لأسابيع، بدءا من السينغال كمحطة أولى، مرورا بالكوت ديفوار، والغابون، ثم دولة غينيا بيساو، وهي الجولة الرسمية التي عززت التوجه الإفريقي للمغرب. بعد خمسة أشهر من انتهاء الجولة الإفريقية، التي انطلقت ماي الماضي، طار الملك محمد السادس منتصف أكتوبر، إلى الهند للمشاركة في الدورة الثالثة من مؤتمر "الهند وإفريقيا"، حيث استقر في فندق "قصر رامباغ"، أحد أبرز الفنادق في مدينة جايبور، عاصمة ولاية راجستان المعروفة ب"المدينة الوردية". زيارات الملك إلى عدد من الدول لم تكن جميعها رسمية، وظهر في أكثر من صورة متحررا من البروتوكول وبحراسة أمنية مخففة، أغلبها في عاصمة الأنوار باريس، وأبو ظبي، حيث وصل إلى فرنسا بداية نونبر الماضي في إطار زيارة خاصة ثانية تدخل ضمن عطلة مرضية مدتها 15 يوما، إثر إصابته بإنفلونزا حادة خلال زيارته للهند، مما عجل بتعليق جميع الأنشطة والتدشينات التي كان من المقرر أن يقوم بها في العيون خلال الذكرى الأربعين لاحتفالات عيد المسيرة الخضراء. الزيارة الخاصة للملك في فرنسا تزامنت مع الأحداث الإرهابية التي هزت باريس في مناطق مختلفة، ما دفع محمد السادس إلى تعليق فترة راحته، ولقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتاريخ 20 نونبر، وهو اللقاء الذي عبر فيه الرئيس الفرنسي عن شكره الكبير للمساعدة التي قدمتها الاستخبارات المغربية لنظيرتها الفرنسية، وأسفرت عن معرفة مكان عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر للأحداث الإرهابية في عاصمة الأنوار. بعد عشرة أيام من اللقاء داخل قصر الإليزيه، حظي الملك محمد السادس باستقبال رسمي ثان من قبل الرئيس الفرنسي، وذلك خلال افتتاح الدورة ال21 لمؤتمر الأممالمتحدة حول التغييرات المناخية (كوب 21)، وهو المؤتمر الذي ستحتضنه مدينة مراكش السنة المقبلة. الزيارة الخاصة للملك لفرنسا، والتي تخللتها أنشطة رسمية، قطعن بزيارة لدولة الإمارات، التي قضى فيها حوالي عشرة أيام للمشاركة في الاحتفالات الرسمية لعيدها الوطني الرابع والأربعين، وحضوره لفعاليات الأسبوع الثقافي المغربي في أبو ظبي، مع تدشين عدد من المرافق، على رأسها مستشفى "كيفلاند كلينك أبو ظبي"، وذلك إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وبعد الزيارات المتعددة لعدد من الدول، سافر الملك، كما انفرد "اليوم24" بذلك، إلى "هونك كونغ"، وذلك في إطار زيارة خاصة لقضاء عطلة رأس السنة.