يقدم بداية الأسبوع في ندوة حول قطاع الصحة بالمغرب تقرير مثير حول أمراض القرن 21 الذي تهدد صحة المغاربة، وهي أمراض المناعة الذاتية التي تصيب عشرهم، خاصة النساء بنسبة 80 % ويكلف علاجها حوالي 6 ملايين سنتيم حذرت الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية من تصاعد معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بالمغرب، مشيرة إلى أن هذه الأمراض في تزايد مستمر وبسرعة مخيفة، في الوقت الذي تتراجع فيه الأمراض المعدية والتعفنية، علما أن علاجها مكلف للغاية ويصل إلى 60 ألف درهم. وأشارت الدكتورة موسيار خديجة، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، التي ستقدم خلاصات تقرير أنجزته حول هذه الأمراض ضمن أشغال يوم دراسي سينظم الاثنين المقبل، إلى أن «هذه الأمراض تعد من الأمراض الناشئة في القرن 21»، مضيفة أن المعطيات التي توصل إليها تقرير الجمعية تشير إلى أن هذه الأمراض»تصيب ما بين 7 إلى 8 في المائة من المغاربة». وقالت إن «النساء يُعتبرن الأكثر تعرضا لهذا النوع من الأمراض، حيث يمثلن 80 في المائة من مجموع الإصابات». وعن طبيعة المرض، تقول «جهاز المناعة هو بمثابة شبكة في غاية الدقة والتنظيم مكونة من أعضاء وخلايا متخصصة في قلب هذا النظام، وتكمن قدرته على التمييز بين المُعتدين على جسمنا من جراثيم وفيروسات، وبين الخلايا الخاصة بنا»، مضيفة «أن أمراض المناعة الذاتية تتولد عن خلل في هذا الجهاز وقصوره على التعرف على خلايا الجسم ومهاجمتها كأنها أجسام غريبة». وأكدت رئيسة الجمعية «يمكن أن نعتبر بذلك أن أمراض المناعة الذاتية تدمير ذاتي للجسم، حيث تهاجم خلايا الدم البيضاء عن طريق الخطأ خلايانا السليمة وأعضاءنا وتسبب لها أضرارا». وحسب معطيات طبية، فهناك أكثر من 100 مرض مناعي ذاتي أغلبها معروف كأمراض حادة ومزمنة٬ منها الروماتيزم الرثياني، والتهاب الفقار اللاصق، والداء الزلاقي، والصدفية، ومرض السكري من نوع1٬ والذئبة الحمراء، والتصلب المتعدد، والوهن العضلي، إضافة إلى جزء كبير من أمراض الغدة الدرقية والجهاز الهضمي والكبد والعضلات والشرايين ومكونات الدم التي لها علاقة بالمناعة الذاتية. وحسب الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية فإن « عددا قليلا حتى الآن من الناس تعرفوا على اسم واحد من هذه الحالات عندما يتعلق الأمر بأمراض المناعة الذاتية»، وذلك لكون المفهوم العلمي حديث نسبيا في العالم برمته وفي المغرب أيضا، ولا يحظى بعدُ بالتعريف الكافي على الرغم من أن ظواهر المناعة الذاتية هي اليوم واحدة من المجالات الثلاثة الرئيسية للبحوث العلمية إلى جانب علم الأعصاب وعلم الأورام. ويمكن لهذه الأمراض أن تؤثر على أي شخص، إلا أن النساء هن أكثر عرضة له ولأمراض المناعة الذاتية، حيث تصيب هذه الأمراض 3 إلى 4 نساء مقابل رجل واحد. وبعض هذه الأمراض تصيب النساء أكثر حتى 10 إلى 20 مرة! وبالنسبة لكل أمراض المناعة الذاتية فإننا نجد من بين 10 نساء امرأة على الأقل مصابة بنوع ما من هذه الأمراض. ويفسر هذا الأمر بالدور الذي تلعبه بعض الهرمونات ك(الاستروجين) والكروموسومات، إلى جانب عوامل أخرى تحفز حدوثها وتتعلق بالوراثة، والالتهابات، والتلوث البيئي والغذائي. وغالبا ما تكون أعراض أمراض المناعة الذاتية غير محددة أو غير مزعجة، مثل التعب، والدوخة، وآلام منتشرة تظهر ثارة وتختفي تارة أخرى مما يستدعي الشك في تصديقها. وبذلك لا يتم التشخيص في حالات عديدة إلا بعد عدة سنوات. على الرغم من أن أمراض المناعة الذاتية لا تزال غير قابلة للشفاء لكن هناك علاجات متاحة لاحتواء الأضرار واستعادة نوعية لجودة الحياة. وهناك علاجات جديدة عرفتها الساحة الطبية منذ سنوات قليلة تسمى بالأدوية البيولوجية والمستمدة من كائنات حية، تفتح آمالا كبيرة في قرار الحل الجزئي أو الكامل للمشكلة. لكن للأسف لا تزال تكلفتها عالية، الأمر الذي يحد من اللجوء إليها في المغرب، ذلك أن علاجا واحدا يمكن أن يكلف حول 60 ألف درهم، ويتم اعتماده مرتين في السنة.