الخنزير البري بدأ يهدد سلامة رواد المنتزهات بطنجة، هذا ما أعلنته السلطات المحلية، التي طلبت من المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومكافحة التصحر بالريف بتنظيم عملية إحاشة منظمة على مستوى هذه المنتزهات. ولأن أعداد الخنازير بهذه المنتزهات تتزايد بشكل كبير، وتعيق حركة السير في هذه المنتزهات، فضلا عن كونها تشكل خطرا على روادها، فإن مندوبية المياه والغابات استجابت بشكل فوري لطلب السلطات، إذ أعلنت عن إطلاق عملية إحاشة الخنزير البري بالغابات المتاخمة للمجال الحضري، وذلك طيلة موسم القنص. وأفاد بلاغ لولاية طنجة أن الغابات الحضرية لمدينة طنجة، لاسيما «الرميلات»، و»كاب سبارطيل» و»مديونة»، تعرف وجود أعداد كبيرة من الخنزير البري، ما أسهم في تردي شروط النظافة، كما أن هذا يشكل خطرا على الأسر التي ترتاد هذه المنتزهات. وسبق للسكان المجاورين لغابة مديونة أن اشتكوا لأكثر من مرة لدى السلطات وطالبوها بإيجاد حل لهذه الخنازير التي تصل حتى إلى محيط منازلهم وتثير الرعب بين أطفالهم. من جهتها، قالت مصادر من الوقاية المدنية إن الخنزير البري تسبب في حوادث سير كثيرة في الطريق المؤدي إلى هذه المنتزهات، لاسيما عند حلول الظلام، وأضاف المصدر أن الأمر بات يشكل خطرا كبيرا، ما استدعى تدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الخنازير البرية. وكانت مندوبية المياه والغابات بدورها أوضحت عبر بلاغ لها أن عملية الإحاشة تندرج ضمن الإطار الاستراتيجي للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الرامية إلى التحكم وإقامة توازن في أعداد هذا الصنف من الوحيش. جدير بالذكر أن أحجام الخنازير التي يتم اصطيادها تختلف، ذلك أن هناك خنازير في سنتها الخامسة تزن ما يقارب قنطارا ونصف قنطار، أي 150 كيلوغراما، أما الخنازير المتوسطة فتزن نحو 70 إلى 100 كيلوغرام، بينما لا تتجاوز الخنازير الصغيرة وحديثة الولادة أكثر من كيلو ونصف. وفي هذا السياق، أفاد مصدر من الولاية أن مصير الخنازير المقتولة في عملية الصيد يتم طمرها في حفر بالمكان الذي تم اصطيادها فيه كما جرت العادة.