سجل المغرب، أخيرا، حالات إصابة جديدة بالحمى القلاعية في صفوف الماشية، ما جعل السلطات تستنفر أجهزتها المختصة لاتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد من انتشار المرض. عبد الله أسوال، مدير المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بجهة الدارالبيضاء- سطات، كشف في حديث مع "اليوم24″، أسباب ظهور هذا الفيروس في المغرب، والتدابير التي اتخذت للقضاء عليه، وعدد الحالات التي تم تسجيلها فيه. ظهر، أخيرا، في المغرب فيروس الحمى القلاعية، هل يمكنك تعريف هذا الفيروس، وتبين كيف ينتشر بين الحيوانات؟ الحمى القلاعية، فيروس يصيب الماشية، ولا ينتقل إلى الإنسان، وهو معد بالنسبة إلى الحيوانات، خصوصا بين الأغنام والأبقار، ويختلف عن المرض الذي يصيب اليد، أو القدم، أو الفم لدى الإنسان. وينتقل فيروس الحمى القلاعية بشكل سريع بين الحيوانات، التي لم يتم تلقيحها ضده، أما تلك الملقحة، فلا خوف عليها منه، والدليل على ذلك أنه على الرغم من أنه موجود حاليا في مدينة الجديدة، إلا أنه لم يصب الماشية التي لقحت ضده في هذه المنطقة. وهنا أريد أن اطمئن المواطنين أن أغلب الأبقار والأغنام الموجودة في المغرب تم تلقيحها ضد هذا الفيروس، إما خلال العام الماضي أو العام الجاري. وحاليا، نقوم بحملة تلقيح للقضاء على هذا الفيروس، حيث تم إلى حدود، اليوم الاثنين، تلقيح أزيد من مليونين ونصف المليون من الأبقار. بالإضافة إلى تلقيح الأبقار، ماهي التدابير التي يتخذها المكتب الوطني للسلامة الصحية لتفادي انتشار فيروس حمى القلاعية؟ المكتب يتتبع باستمرار جميع الأبقار، التي يشتبه في حملها للفيروس، وذلك بإخضاعها لتحاليل طبية، وفي حالة اكتشاف أنها مصابة بالفيروس يتم إعدامها وحرقها، وجميع الأبقار التي تعيش معها مخافة انتشار المرض. كما تُمنع الحيونات غير المصابة من الدخول إلى الضيعة، التي كانت فيها حيوانات مصابة بالمرض، وتمنع جميع المواد ذات الأصل الحيواني، مثل الحليب، واللحوم من الخروج من الضيعة، التي تبقى تحت المراقبة بشكل مستمر لمدة 30 يوما، بالإضافة إلى الضيعات المجاورة لها، والتي تبعد عنها بنحو 10 كلمترات. هل هناك صعوبات في مواجهة المرض من طرف الفلاحين الذين يتم اكتشاف الفيروس في ماشيتهم؟ لا، بلعكس تتم عملية فحص الماشية بشكل عاد، وفي حالة اكتشاف المرض يتقبل الفلاح الأمر، ويسمح بإعدام الأبقار الموجودة في ضيعته، لاسيما أن وزارة الفلاحة والصيد البحري تعوضه عن ذلك، وقد يصل المبلغ المخصص لهذا الموضوع إلى 25 ألف درهم، وفي اعتقادي هو مبلغ جيد. كيف اكتشف الفيروس، وهل سبق أن ظهر في المغرب؟ بعد اكتشاف الفيروس في تونس في أبريل 2014، والجزائر في يوليوز من العام نفسه، قام المغرب بحملات تلقيح واسعة للمواشي في معظم المناطق الفلاحية، غير أن الفيروس للأسف انتقل إليه في عام 1999، وقد تم حينها التغلب عليه. كم عدد الضيعات التي اكتشف فيها الفيروس، وعدد الأبقار التي تم إعدامها؟ خمسة ضيعات تم اكتشاف الفيروس فيها، وجلها في منطقة الجديدة، فيما تم إعدام نحو 52 بقرة إلى حدود اليوم.