أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أنه نجح إلى حد كبير في محاصرة مرض الحمى القلاعية الذي اجتاح بعض المناطق بالمغرب، معلنا أنه لم يتم تسجيل أية بؤرة جديدة لهذا المرض منذ 13 نونبر 2015. وأكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في بلاغ له تتوفر "النهار المغربية" على نسخة منه، أنه لقح ما يناهز مليونًا وثمان مائة ألف رأس من الأبقار أي ما يعادل %60 من مجموع القطيع الوطني إلى غاية يوم الجمعة الماضي، وتم ذلك في إطار التدابير التي اتخذها المكتب لمكافحة مرض الحمى القلاعية الذي ضرب القطيع المغربي في بعض المناطق التي تمت محاصرته بها. وقال بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إن عملية تلقيح الأبقار أُسندت إلى 555 طبيبا بيطريا خاصا تم انتدابهم لهذه الغاية والغرض، ناهيك عن المصالح البيطرية الإقليمية التابعة للمكتب التي تجندت بدورها لمحاصرة والحد من انتشار ومقاومة هذا المرض. وأعلن المكتب الوطني في بلاغه، أن عملية تلقيح رؤوس الأبقار، سيتم الانتهاء من تنفيذها أواخر شهر دجنبر الجاري، كما تمت تعبئة جميع الفاعلين في القطاع من مربي الماشية، والجمعيات المهنية، والغرف الفلاحية، والأطباء البياطرة الخواص، والسلطات المحلية، ومصالح المديريات الجهوية للفلاحية، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية. وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قد أشار في مطلع شهر نونبر الماضي، إلى أن المغرب يعرف انتشار الحمى القلاعية، حيث تم اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة هذا المرض من طرف المصالح البيطرية الإقليمية بالتنسيق مع السلطات المحلية لاحتواء البؤر المسجلة والحد من انتشار هذا المرض. وفي خضم ظهور مرض الحمى القلاعية وسط القطيع المغربي ببعض المناطق المحدودة، منعت وزارة الفلاحة الإسبانية، المنتجات ذات الأصل الحيواني وكذا رؤوس الأبقار القادمة من المغرب بمختلف أنواعها، وذلك بتاريخ 20 نونبر الماضي، من دخول إسبانيا كإجراء وقائي من انتشار فيروس الحمى القلاعية داخل التراب الإسباني. ويذكر أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية سبق له أن أعلن أواخر شهر أكتوبر الماضي، أن تحاليل مخبرية أجريت، في إطار المراقبة الصحية لمرض الحمى القلاعية على أبقار مشتبه بإصابتها بهذا الداء. وذلك بضيعة متواجدة بدوار لمواريد (جماعة بوهمان التابعة للإقليم سيدي بنور)، أكدت إصابتها بهذا المرض. وأنه في هذا الإطار أصدر بلاغا قال فيه "إنه للحد من انتشار هذا المرض إلى ضيعات أخرى، قامت المصلحة البيطرية الإقليمية بسيدي بنور، فورا وبتنسيق مع السلطات المحلية، باتخاذ وتفعيل التدابير الصحية اللازمة، المتمثلة في وضع الضيعة المصابة تحت المراقبة الصحية، ومنع الحيوانات المريضة والحساسة من الدخول أو الخروج منها، وكذا المواد ذات الأصل الحيواني (الحليب واللحوم)، وذبح وإتلاف، بعين المكان، جميع الحيوانات المصابة والمشتبه في إصابتها بالعدوى أو المعدية". وأن هذه التدابير التي أعلن عنها شملت التزام الأشخاص الذين يلجون الضيعة والمباني والمحلات التي تأوي الحيوانات الحساسة أو يخرجون منها باحترام تدابير السلامة البيولوجية (وضع التجهيزات اللازمة لتطهير الأشخاص وعجلات العربات عند مدخل الضيعة)، وتطهير وتنظيف الضيعة باستعمال مواد مرخصة، وتلقيح الأبقار المتواجدة حول البؤرة، وإجراء بحث وبائي بالمنطقة. وأوضح المكتب أن مرض الحمى القلاعية عبارة عن مرض فيروسي يصيب الماشية ولا ينتقل إلى الإنسان، وهو جد معدٍ بالنسبة للحيوانات الحساسة للمرض، لاسيما الأبقار، مضيفا أن الفيروس المسبب للمرض ينتقل بسهولة بواسطة الهواء عبر مسافات طويلة، خصوصا في المناطق المعتدلة.