قال منتدى مؤدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف إختصارا ب"فورساتين"، أن الأوضاع الكارثية التي تعيشها المخيمات نتيجة التساقطات المطرية، على الرغم من صعوبتها وما سببته من أضرار جسيمة إلا أنها "كشفت عن وجه آخر خفي في علاقة الجزائر بساكنة المخيمات"، حيث أكد المنتدى أن الجزائر أول من تخلى عن الساكنة في محنتهم الأخيرة، دون أن يدفع ذلك الجزائر إلى "تقديم الدعم للمنكوبين الصحراويين فوق أراضيها". وبحسب المصدر نفسه فإن "هذا التنكر" هو "استمرارا للنهج العنصري والميز الغير مبرر الذي طبع علاقة الجزائر بساكنة المخيمات الذين قسمتهم إلى فئتين"، فئة الصحراويين الجزائريين "أغدقت عليهم العطايا ومنحتهم المزايا والرواتب الشهرية ومكنتهم من إقامات سكنية قارة فوق التراب الجزائري وساوتهم في الحقوق مع أبناء الشعب الجزائري، يقيمون بالجزائر ويتنقلون داخلها بكل حرية، ويتوفرون على وثائق رسمية، زياراتهم للمخيمات موسمية لا تتعدى الاستفادة من المساعدات الإنسانية، أو لمساعدة الجزائر على إثبات وجود صحراويين داعمين لطرحها أمام الهيئات الدولية"، وفئة ممنوعة من مغادرة المخيمات أو دخول الجزائر إلا بترخيص مؤقت قال المنتدى أنها "مجبرة على العيش الدائم بالمخيمات والبيوت الطينية، لا تستفيد من أي دعم جزائري، تعيش على المساعدات الإنسانية، وهي الغالبية المطلقة منها من عاد إلى أرض الوطن ومنها من هاجر إلى موريتانيا أو اسبانيا". وأبرز المنتدى أن الفئة الأخيرة هي التي "عانت الأمرين" خلال الكارثة الأخيرة وتشرد منها الآلاف، فيما الفئة الأولى غادرت المخيمات إلى مدينة تندوف بمجرد سقوط الأمطار، قبل أن يخلص المصدر ذاته إلى أن كارثة المخيمات رغم ألمها ومرارتها، إلا أن من حسناتها "فضح أكذوبة دعم الجزائر المطلق لحق الصحراويين في العيش الكريم، شعار طالما تبجحت به الجزائر دون أن يجد له الصحراويون أثرا في تعاملها معهم على مدى أزيد من 40 سنة من تاريخ النزاع حول الصحراء، تاريخ يشهد عن تخليها عنهم في محطات حاسمة اللهم من بعض الدعم المدروس لقيادة جبهة البوليساريو ومؤسساتها بهدف التحكم والتوجيه وليس حبا في سواد عيون أبناء الصحراء".