منحت لجنة "جائزة رائف بدوي الدولية للصحفيين الشجعان" الصحفي علي أنوزلا، مدير ورئيس تحرير موقع "لكم2″، جائزة سنة 2015، وذلك "كإشارة منها لجميع قوى الإصلاح في المغرب، الى انه صحافي شجاع لا تقتصر أعماله على البحث الاستقصائي في خلفيات الأحداث في المغرب، الذي يقع في درجة متاخرة على قائمة حرية التعبير التي أصدرتها منظمة ‘مراسلون بلا حدود' عام 2015″، وفق ما جاء به بيان للرابطة الاعلامية الدولية. وبهذه المناسبة، أجرى موقع اليوم24، حوارا قصيرا مع علي أنوزلا للحديث عن الجائزة وظروف الحصول عليها: كيف تلقيت خبر فوزك بجائزة "رائف بدوي" الدولية للصحفيين الشجعان؟ تلقيتها بمزيج من الفخر والحزن. الفخر لأن هناك في العالم أشخاص ومؤسسات يعترفون بأن طريق الحرية والدفاع عن القيم النبيلة، يستحق أصحابه أن ينوه بهم وأن يتم تشجيعهم. الفخر أيضا، لأنها اعتراف من كبار المؤسسات الألمانية والصحافيين الألمان بالجهد الذي يبذله الصحفي المغربي عندما يكون مستقلا وجريئا في طرح الأسئلة وطرق المواضيع التي غالبا ما يتجنبها الكثير منا خوفا من أن تثير لهم مشاكل هم في غنى عنها. وحزين، لأن صاحبها الذي تحمل اسمه، وهو الشاب السعودي، رائف بدوي، يقبع وراء قضبان زنزانته في سجون واحد من أشد الأنظمة معاداة لحقوق الانسان. هل تعتبر أن الجائزة أنصفتك وأنها بمثابة اعتراف بمسيرتك المهنية؟ الجائزة أنصفت الصحافة المغربية المهنية والمستقلة، وأنا اعتبر نفسي ابن هذه المدرسة، فهي اعتراف ألماني وعالمي بمسيرة كل الصحفيات والصحفيين المغاربة بناة هذه المدرسة، وتشجيع لكل العاملين بمهنة المتاعب المغاربة لكي يسلكوا نفس الطريق، طريق الصحافة المستقلة والمهنية. إلى أي مدى تعتبر نفسك صحافيا شجاعا؟ الشجاعة أمر نسبي، وقيم الشجاعة اليوم ليست بالضرورة هي نفسها تلك التي كانت سائدة في زمن الفروسية، قيم الشجاعة اليوم تتمثل في الإيمان بالمبادئ والدفاع عنها وفي القدرة على الاختيار بحرية واستقلالية وتحمل مسؤولية اختياراتنا. وفي عالم الصحافة، وفي بيئة مثل البيئة المغربية، تفترض الشجاعة من الصحافي، أن يكون وفيا لمبادئ مهنته النبيلة ومتمسكا بأخلاقياتها العالمية ومدافعا عن استقلاليتها ونزاهتها. هل هناك صحافيون شجعان في المغرب؟ نعم يوجد في المغرب نساء ورجال شجعان في كل القطاعات وفي كل المجالات. نساء ورجال يحملون قيم الحرية والخير والنبل والعطاء والصدق. وفي مجال الصحافة هناك مواكب من الصحافيات والصحافيين الشجعان من بينهم من ضحوا بحرياتهم ومن بينهم من اختاروا تغيير مهنتهم حتى لا يغيروا مبادئهم، ومن بينهم من اختاروا المنفى المهني بحثا عن مساحات أرحب من الحرية والمهنية، ومن لا زالوا في مواقعهم متشبثين بمبادئهم فهم كالقابضين على الجمر، وهذه الجائزة تحية لكل هؤلاء بلا استثناء.