أصدرت محكمة الجنايات بمدينة تيرني وسط إيطاليا ، حكما بإدانة الشاب المغربي أمين ع. بثلاثين سنة سجنا نافذا وذلك على خلفية تنفيذه جريمة قتل في حق أحد شبان المدينة يدعى أندريا رادجي يبلغ من العمر 27 سنة، وهي الجريمة التي اهتزت لها البلدة الإيطالية لأنها إرتُكبت بدون أدنى سبب. وتعود تفاصيل هذه الجريمة البشعة إلى شهر مارس الماضي حين كان الشاب المغربي قد دخل إحدى الحانات وسط المدينة ليلا فبدأ في مقارعة الخمر، ودخل في نقاشات ومناوشات مع أشخاص كانوا يتواجدون داخل الحانة. وبسبب نرفزته كسَّر قنينة جعة وأمسك بقطعة منها (عنق الزجاجة) ، ثم ترجل إلى خارج الحانة، حيث كان يقف الشاب أندريا ، وطعنه بها بقوة في عنقه بدون أدنى مبرر ، ليسقط أرضا والدم يتطاير من شرايينه ، وبينما همّ المجرم بالهرب تحلق مجموعة من زبائن الحانة بالجريح ، وكانت آخر كلماته قبل وصول سيارة الإسعاف هي "قولوا لأمي أنني أحبها…" النزيف كان قويا وكانت دقائق قليلة كافية ليفقد فيها كل الدم، الذي يختزنه جسده ليلقي حتفه في المكان ورغم وصول سيارة الإسعاف في وقت وجيز إلا أن فريق الإسعاف لم يتمكن سوى من تأكيد وفاته . وبعد البحث عن القاتل عثرت عليه الشرطة غير بعيد عن المكان لتعتقله. وأثارت الجريمة ضجة كبيرة بعد إكتشاف كون الشاب المغربي يقيم بشكل غير قانوني فوق التراب الإيطالي إذ تم ترحيله سنة 2007 إلى المغرب لكنه عاد من جديد عبر قوارب الموت مرورا بليبيا سنة 2014 . واستغلت أوساط كثيرة الجريمة لانتقاد سياسة الحكومة في الهجرة واستقبالها المهاجرين السريين وإنقادهم في عرض البحر وتقديم المساعدة لهم "لقتل أبناء الإيطاليين" حسب هذه الجهات . غير أن عائلة الضحية كان لها موقف آخر إذ قامت بفعل حضاري تمثل في دعوة أخيه إلى عدم استغلال المناسبة رغم جسامتها لتصفية الحسابات وإذكاء العنصرية ضد المهاجرين، ودعا إلى التعايش في سِلم بين مختلف العرقيات التي تعيش وسط المجتمع الإيطالي وحضر جنازته ممثلون عن الجالية المسلمة بالمدينة كما حضرها الآلاف من الأشخاص حتى من خارج مدينة تيرني. وحتى عند محاكمة الشاب المغربي يوم أمس تجمع جمع غفير أمام المحكمة إنتظروا قدومه للمحكمة للهجوم عليه وضربه لكن أخ الضحية كان هناك ومنعهم من جديد ودعاهم للتعقل لأن القضاء هو وحده من بإمكانه معاقبته وليس جهةً اخرى.