لم يكن ذلك المواطن المغربي الذي "دوخ" الأمن الإسباني لأكثر من ثمان سنوات سوى عبد العزيز، المعروف في الجنوب الإسباني ب" حولية". على الرغم من حداثة سنه إذ يبلغ من العمر ال30 ربيعا، إلا أنه تسلق سلالم الانحراف بسرعة فائقة، متحولا بذاك من منحرف عادي إلى زعيم شبكة إجرامية منظمة بالجارة الشمالية، جل أفرادها مغاربة متخصصون في سرقة وترويج وبيع المخدرات، علاوة على سرقة البيوت الفارهة. يتحدث الإسبان عن " حولية" باعتباره شخصا مخيفا وعنيفا، ومعتادا على حمل الأسلحة المسروقة بشتى أنواعها، كما أنه ألف الدخول والخروج من السجن، أي شاب ذو " تاريخ حافل في الانحراف" كما وصفته صحيفة الباييس. كان الحرس المدني والشرطة الوطنية الإسبانيين تتعقبان " حولية" منذ سنة 2007 لتورطه في تقديم المساعدة لبرونات المخدرات، عبر تأمين عمليات تسليم واستلام المخدرات، بالإضافة إلى السرقة وحيازة الأسلحة، لكن منذ ماي الماضي تم تكثيف البحث عنه في إطار ما يسمى عملية "إيسبوريو"، على إثر حادث تبادل إطلاق النار بين تجار المخدرات في بيت بمنطقة روكيطاس دي مار بمدينة آلميرية، ليتم اعتقاله يوم ال21 من الشهر الجاري في ناحية " فيغا باخا" بمدينة اليكانتي من قبل عناصر الحرس المدني الإسباني، عندما كان يقود سيارة بأوراق مزورة، بعد ذلك ستقوم عناصر الشرطة الوطنية بمداهمة مجموعة من المنازل والمحلات في مدينتي الميرية واليكانتي، مما مكنها من اعتقال 19 فردا ينتمون إلى العصابة، التي تزعمها المغربي "حولية" كلهم مغاربة، حسب مصادر أمنية. لم يكن المغربي "حولية" يتوان في إطلاق النار إذا ما اقتضى الأمر ذلك، إذ قام في إحدى المرات بإطلاق النار على أحد المهربين، كما أنه لم يكن يثق في أي أحد، بل شملت تخوفاته أقرب المقربين من الشركاء والزبناء، الذين كان يتعامل معهم ، إذ أنه في إحدى المناسبات كان يرافق أحد تجار المخدرات لتأمين عملية تسليم كمية كبيرة من المخدرات، لكن، في الواقع، كان قد خطط مسبقا لسرقة المخدرات من صاحبها في طريقة العودة من خلال التنسيق مع أفراد العصابة لاعتراض سبيلهما، مزودا إياهم بكل المعلومات الضرورية. "حولية" كما وصفته مجموعة من المواقع الإسبانية يعتبر اختصاصي في سرقة المخدرات من مهربيها. ينتقي "حولية" معاونيه من الشباب المغاربة بإسبانيا، إذ أن كل أفراد العصابة الذين تم توقيفهم ينحدرون من المغرب، وتتراوح أعمارهم ما بين 28 و32 عاما، كما أنه لديهم حق الإقامة في إسبانيا منذ سنوات، وكلهم لديهم سوابق عدلية. كانوا يستقرون في مدينتي اليكانتي والميرية، وهي المدن التي تم اعتقالهم فيها بعد مداهم 13 منزلا، تم على إثرها حجز 11 سيارة ومسدسات وذخيرة وسترات واقية من الرصاص ورشاش الهواء المضغوط، بالإضافة إلى معدات الكترونية، علاوة على 30 كيلو غراما من الحشيش و5250 أوروا مزورا، ومبلغ مالي يقدر ب64800 درهما. ويتابع كل أفراد العصابة الذين يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي من قبل قاضي التحقيق رقم 2 في محكمة اليكانتي بتهم محاولة القتل وتهريب المخدرات والسرقة تحت التهديد والجريمة المنظمة.