تلقى الشيخ محمد الفيزازي، أمس الاثنين، مكالمة من الممثلة لبنى أبيضار إحدى بطلات الفيلم المثير للجدل بسبب مشاهده الإباحية "الزين اللي فيك"، وحسب ما أوضحه الفيزازي في تصريح ل‘" اليوم24" فإن أبيضار عبرت له عن ندمها على المشاهد التي قدمتها في فلم نبيل عيوش و"بدت منهارة" بسبب كل الانتقادات التي طالتها ولا تزال بسبب ذلك الفيلم، كما اشتكت له من الممثل الكوميدي سعيد الناصري الذي تناولها في إحدى عروضه حيث هاجمها واصفا إياها ب"العاهرة"، وهو ما اعتبر الكثيرون أنه يدخل في إطار تصفية حسابات، خصوصا وأن أبيضار سبق لها اتهام الناصري بتهميشها وحذف لقطات لها من الفلم الذي جمعها به لرفضها إقامة علاقة معه. ورغم أن الفيزازي رفض الخوض في مضمون ما قالته له أبيضار في سياق تشكيها من الناصري، على اعتبار أن ذلك "أمر يعنيهما"، إلا أنه عبر عن استيائه من الهجوم الذي يطال أبيضار بشكل جعلها تنهار وتعيش حاليا في عزلة، مشيرا إلى كونه أشفق لحالها كما دعا الناس إلى الإشفاق عليها حيث قال "أدعوا الناس للإشفاق على لبنى" مضيفا أنه لا يجب انتقادها على أمر ندمت عليه وتابت عنه "فلا يعير المرء بما تاب عنه" يقول الفيزازي. وأوضح الفيزازي أنه بدوره انتقد أبيضار حين اتصلت به مشيرا إلى أن كلامه أثر فيها كثيرا لدرجة أنها انهارت باكية "شعرت بالندم وعلمت أن الأمر أخطر مما كانت تتصور حيث كانت تعتقد بأنها كانت جريئة لكونها قدمت مشهدا لا يستطيع غيرها تقديمه كما كانت سعيدة بحضورها مهرجانا دوليا بفضل ذلك الفلم"، مضيفا أنها "نادمة بشدة" على ذلك الفلم وعلى المشهد الذي قدمته، والذي تم تداوله على نطاق واسع. "أول ما قمت به هو أنني شخصت لها فعلها وأعطيته حجمه الحقيقي، وأوضحت لها انه أمر فضيع جدا وغاية في الفحش لأن الزنا كبيرة من الكبائر، وإن كان يقع في كل المجتمعات فإن مرتكبه يستر نفسه، ولكن أن يقوم بذلك الفعل أمام الكاميرا ليشاهده ملايين الناس فذلك تجرؤ قبيح جدا على القيم، لاسيما من امرأة مسلمة تنتمي إلى بلد مسلم" يقول الفيزازي الذي تابع إنه وبعدما شرح لأبيضار "مدى فظاعة ما أقدمت عليه ووضعتها أمام حجمه الحقيقي فتحت لها أبواب الأمل بالتأكيد على أن هذه ليست نهاية العالم وأن الله غفور رحيم"، مضيفا أنها "بكت بحرارة وشعرت بفضاعة ما قامت به وقد شعرتُ أن المسكينة ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها نفسها"، مشيرا إلى كونه هو الآخر بعدما كان يبغضها صار يشعر بالشفقة اتجاهها. ودافع الشيخ الفيزازي عن أبيضار "التائبة" على حد تعبيره مؤكدا أن "كل من يسيء إليها ويطعن فيها فهو الجاني والظالم لنفسه وهي بريئة لأن من تاب لا يعير بما تاب عنه بل لا بد أن ينزل منزلة التائبين ولا بد للمجتمع أن يشد على عضدها" مضيفا "أختنا لبنى أبيضار من الآن فصاعدا ستجد في شخصيا شخصا في مقام أبيها ومقام أخيها، وأنا من الآن خصيم كل من ينال منها بما تابت منه وندمت عليه". وفي سياق متصل نفى الشيخ الفيزازي أن يكون قد شاهد فلم "الزين اللي فيك" حيث قال إن موقفه منه نتيجة لما سمعه عنه مؤكدا "لم أشاهد الفلم لأنني سمعت بما بلغ إلى حد التواتر وما بلغ حد التواتر صار علمه علما يقينيا" مضيفا "ماذا أشاهد؟ أشاهد فلانا يفعل الفاحشة في فلانة لأقول إنني شاهدته؟ هذا لا ينبغي ولا يليق". وأضاف نفس المتحدث "أنا لست ضد الفن لأن الفن غذاء الوجدان" موضحا "الإنسان روح وعقل وجسد ووجدان، فالروح تغذى بالإيمان وذكر الله تعالى والعبادة والتقوى، والجسد يغذى بالطعام والشراب، والعقل يغذى بالفكر والعلوم في حين يغذى الوجدان بالفن والأدب" مشددا على أن الفن الذي يقصده هنا "ليس فن التعري والفحش لأن ذلك قلة حياء". وأشار الفيزازي في نفس السياق إلى أن ما يقدمه المخرج نبيل عيوش "لا يمكن أن يصنف في خانة الفن وأنا ممن يطالبون بمحاكمته لأنه يؤذي ويسيء للمغاربة" في حين "يستحسن ألا تتابع لبنى بعدما أعلنت توبتها ويصح القول في حالتها عفا الله عما سلف" على حد تعبيره.