بعد شهور من إعلان حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن انطلاق التنسيق بينهما، خرج الحزبان اليوم الخميس إلى الرأي العام المغربي معلنين عن اتفاقهما على وثيقة مرجعية وبرنامج عمل يتضمن تنسيقا سيستمر إلى حين الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. التوقيع على هذه الوثيقة الذي تم بحضور كل من حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، وادريس لشكر الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تم في مقر حزب الميزان بالرباط، حيث ذكرت هذه الوثيقة بالتاريخ المشترك للحزبين حتى قبل انفصالهما، مشددة على "اعتزازهما بالانتماء للحركة الوطنية" ، وعلى أن الحزبين "فوتا فرصة تاريخية على البلاد بسبب عدم توافقهما سنة 2002،" الشيء الذي تسبب حسب الوثيقة ب"الانقلاب على المنهجية الديمقراطية." ميثاق التحالف السياسي بين حزبي الوردة والميزان، انتقدت احتلال "الحزب الظلامي" لصدارة نتائج انتخابات سنة 2011، وتشكيله ل"أغلبية وحكومة غير منسجمة، وعمد إلى اختيار الحلول السهلة والقرارات الللاشعبية التي فضحت قصوره في تحمل المسؤولية الحكومية." وفي نفس السياق، اعتبر الحزبان أن انضمامهما إلى صفوف المعارضة "وضع حدا للخلط السياسي الذي استفاد منه الحزب الرجعي، وسيساهم في إفراز رؤية سياسية واضحة." معلنين عن حزمة من الاجراءات للتنسيق بينهما، تتضمن برامج لندوات و لقاءات وجداول زمنية لاجتماعات وطنية وداخلية وإنشاء لجان مشتركة، في سبيل "تفعيل الدستور وتأويله الديمقراطي،" مع تنظيم نقاش وطني بهذا الصدد، علاوة على "الالتزام بالعمل على التنسيق في كل ما يتعلق بمقترحات ومشاريع القوانين المعروضة على البرلمان،" مع السعي إلى "دعم ومساندة التنسيق بين النقابات." ول"مواجهة الأزمة الاقتصادية"، أعلن الحزبان عن "تحملهما المسؤولية لتقديم بدائل عن السياسات الارتجالية للحكومية"، خصوصا في ما يتعلق بإصلاح صندوق المقاصة وأنظمة الحماية الاجتماعية، مع بداية العمل لإعداد وثيقة تتضمن رؤية الحزبين الموحدة في "معالجة مجمل الاشكاليات الاقتصادية."