استغرب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لموجة الغضب التي تسببت فيها طريقة سلامه على العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وإقدامه على تقبيل كتفيه بعد نزوله من طائرته التي حطّت أول أمس الأحد بمطار ابن بطوطة بمدينة طنجة. وقال بنكيران، في تصريح ل"أخبار اليوم" ينشر في عددها ليوم غد، إنه لا يعرف طريقة أخرى للسلام على العاهل السعودي غير تلك التي استعملها الأحد الماضي في استقباله لحظة وصوله إلى المغرب. "هداك أولا راجل كبير في السن وهو قد الوالد ديالي، ثم هو ملك المملكة العربية السعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين، وله رمزية خاصة، زد على ذلك أنه صديق كبير للمغرب ولجلالة الملك، يحبنا ونحبّه، وهكذا كنت أسلّم على المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهكذا سأستمرّ". وعن الهدف من تقبيل كتفي العاهل السعودي، وعدم اكتفائه بمصافحته باليد كما يفعل مع باقي الضيوف الأجانب الذين يزورون المغرب، قال رئيس الحكومة إن ذلك يدخل في باب الاحترام والتوقير «الضروري واللازم». وأضاف أنه من باب الرمزية التي يجسّدها العاهل السعودي «أعتزّ بداكشي للي درت وتربيتي هكداك دايرة، فلا ينتظر مني أحد أن أسلّم على الملك سلمان بن عبد العزيز بطريقة عادية". وشدّد بنكيران على أن ما يربط البلدين استثنائي، «فنحن مملكتان شقيقتنا وعلاقتنا كانت دائما جيّدة، وللي عطا الله هو هذا». وكانت عشرات الصفحات الفايسبوكية قد أرفقت شريط استقبال بنكيران للملك سلمان بتعاليق غاضبة، حيث قام أحد المسؤولين المغاربة بتقبيل يد العاهل السعودي عدة مرات، فيما قام بنكيران بتقبيل كتفيه. الباحث في العلوم السياسية عبد الرحيم العلام كتب في صفحته الفيسبوكية متسائلا: "ماذا لو أن ملوك السعودية لم يلغوا طقس "تقبيل اليد"، هل كان رئيس حكومة المغرب سيقبّل اليد بدل الاكتفاء بطبع قبلة على الكتفين؟". وأضاف العلام أن "مشهد خضوعه لملك السعودية و"دروشته" الزائدة أشعراني بإهانة بالغة.. لا أدري ما الذي دفع بنكيران إلى كل هذه المذلة التي لم يكن مجبرا عليها"، موضحا أن الأمر لا يتعلّق بزيارة رسمية ولا "هو مهدّد من طرف السعودية مادام يختبئ وراء محمد السادس، ولا هو سيكسب ودّ آل سعود الذين يكرهون كل ما يمث ل"لإخوان المسلمين بصلة، ولا هو سيُرضي القصر المغربي لأنه سيظهر بمظهر المنافس على خطب ودّ حكام السعودية".