فشل تيار إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في تمرير عريضة داخل اجتماع للجنة الإدارية، أخيرا، يقضي بإقالة أحمد الزايدي من رئاسة فريق الحزب بمجلس النواب، وبالتالي توجيه ضربة حاسمة للتيار الذي يقوده داخل الحزب. ملتمس إقالة الزايدي، يبدو أنه قد تم التخطيط له بعناية لافتة، جعلت لشكر موضع اتهام مباشر من طرف مناوئيه، بعدما قرّرت رئاسة اللجنة الإدارية تقديم تقارير اللجان على العرض السياسي للكاتب الأول، الأمر الذي فسح المجال منذ البداية أمام مجموعة من مناضلي الحزب بجهة الشمال لتعلن عن ملتمسها، بمبرر أن الزايدي لا ينضبط للكاتب الأول. ردّ الفعل كان قويا من طرف تيار الزايدي، الذي تدخل باسمه في البداية محمد بوبكري، عضو المكتب السياسي الغاضب، ووجّه انتقادات لأصحاب عريضة إقالة الزايدي، قال فيها إن السماح باللجوء إلى أسلوب العرائض، سيدفع أي مجموعة غدا لترفع عريضة مضادة تطالب بإقالة الكاتب الأول مباشرة، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي إذ يسمح باللجوء إلى هذا الأسلوب، فهو يؤكد شيئا فشيئا أنه لم يعد حزبا للأطر والمثقفين، بل لأشياء أخرى. تيار الزايدي طالب بإعادة ترتيب جدول أعمال الاجتماع بأن يكون العرض السياسي للمكتب السياسي هو النقطة الأولى وليس الثانية. وكان الغرض من هذه المرافعة بعد إعلان تيار لشكر عن نيته في إقالة الزايدي من رئاسة الفريق، هو معرفة موقف لشكر ذاته من المبادرة، التي يشك تيار الزايدي أنه هو من يقف وراءها، بهدف الضغط على الزايدي. هذه النقطة أثارت جدلا بين رئاسة اللجنة الإدارية في شخص الحبيب المالكي الذي رفض في البداية، لكن تيار الزايدي أصرّ عليها، مما اضطر الرئاسة للقبول بهذا المطلب حتى تهدأ القاعة التي كادت تشتعل بين الفريقين. وبمجرد انتهاء لشكر من كلمته التي استغرقت ما يزيد على نصف ساعة، تجنب فيها الحديث عن مطالب تيار الزايدي بمأسسة التيارات داخل الاتحاد الاشتراكي، طالب هذا الأخير (الزايدي) بنقطة نظام للإدلاء برأيه تجاه ملتمس إقالته من رئاسة الفريق. لكن رئاسة الجلسة رفضت في البداية، مما أدى إلى عراك وضرب بالأيدي وصفير رافضٍ لإقصاء الزايدي من الإدلاء برأيه من أغلب الذين حضروا الاجتماع، وهو ما اضطرت معه رئاسة الجلسة على الموافقة. الزايدي أكد أيضا أنه غير متمسك برئاسة الفريق، ولكنه يختلف مع توجهات القيادة الحالية للاتحاد برئاسة لشكر، وأنه متشبث بمأسسة التيارات داخل الاتحاد «ولن يرهبنا أي أحد»، مؤكدا في الوقت ذاته على أن «وحدة الحزب خط أحمر»، وهو الموقف الذي اهتزت له قاعة الاجتماع.