ليس الروائي الفرنسي «ميشيل ويلبيك» بالمعجب الكبير بوسائل الإعلام الفرنسية. والدليل خرجاته الإعلامية المتقطعة. ويا لها من مفاجأة أن يكتشف القارئ أن مؤلف «جزيئات أولية»، قَبِل أن تستجوبه الشرطة القضائية الفرنسية، حيث ورد اسم الروائي الفرنسي فعلا في فهرس مجلة «لييزون» (Liaisons)، وهي الفصلية المهنية التي تصدرها دائرة الشرطة القضائية في باريس. ففي الحوار الذي أدلى به للمجلة، تحدث ميشيل ويلبيك خاصة عن العلاقات التي تربطه بالشرطة. جاء ذلك بمناسبة إصدار عدد خاص مخصص للذكرى المئوية للشرطة القضائية، حيث ظهر الروائي في الحوار، معتمرا قبعة عميد شرطة. ويتوقف «ويلبيك» عند تذوقه الروايات البوليسية، حيث يقول: «أحب كثيرا الشخصيتين الأسطوريتين: شرلوك هولمز وهرقل بوارو. ففي الحالتين، يتعلق الأمر بمحققين خاصين، ما يسمح بإعطائهما بعدا أسطوريا أقوى من «ميغري»، الذي هو شرطي». كما يسجل علامة فارقة بين الروايات البوليسية الاسكندينافية المتأخرة، مثل روايات «هينينغ مانكل» وسلسلة «ميغري»، حيث يرى أن الشخصيتين الأوليين «أكثر واقعية». ورغم أنه لا يكتب هذا الجنس الروائي، فإنه يحاول الاقتراب منه، قائلا: «ما يمكنني استشرافه، دون أن يكون رواية بوليسية، هو متابعة قضية جنائية، كما فعل «مورغان سبورتي» في روايته «الجميع، بسرعة»، أو «إيمانويل كارير» في روايته «الخصم». ويثير «ويلبيك» كذلك استيهاماته المرتبطة بالعالم البوليسي: «امرأة شرطية تعتمر قبعة وتحمل أصفادا». ثم يضيف: «درست مسألة الاستيهامات الأكثر انتشارا في سلسلة «نساء الأزياء»، حيث هناك الشرطية والممرضة ومضيفة الطيران، ونساء أخريات...» ويذهب الكاتب الروائي إلى حد الإعلان أنه كان باستطاعته أن يكون شرطيا جيدا: «أعتقد أنه لربما كنت كذلك، بالأحرى في التحقيق. أنا مقتنع بفائدة المهنة، وأنا منهجي نسبيا. كما أنني صارم بما يكفي، ولست غير لائق فيما يتعلق بالتراتبية. فهل نجحت في امتحان توظيفي؟» تبقى فقط، معرفة رأي المدير المركزي للشرطة القضائية «كريستيان لوطوان».