دخل الفقيه المقاصدي، أحمد الريسوني، على خط قضية الشابتين الفرنسيتين "بطلتا" حصة التعري في باحة "صومعة حسان" الثلاثاء الماضي في الرباط، حيث وصفهما ب"نساء لقيطات مأجورات، يتحدين الدولة وهيبتها بمنتهى الوقاحة، ويخترن لذلك مكانا له ما له من قدسية دينية، وحرمة تاريخية، ورمزية سياسية". واستهل الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، مقاله، المنشور على موقعه الرسمي في الأنترنت، بالحديث عن "هيبة الدولة"، التي قال إن المواطنين يعرفونها جيدا، "وترتعد منها فرائصهم على بعد مسافات؛ لكونها محمية بالقوانين وبما فوق القوانين، محمية بالقوانين الاستثنائية والتدابير الاستعجالية، محمية بالأجهزة العادية والأخرى الخفية"، قبل أن يتساءل: "لكن ما الذي أصابها هذه الأيام؟ وأين ذهبت؟". وأكد المتحدث ذاته، أن الشابتين المنتميتين إلى حركة "فيمن"، التي تحتج عضواتها بكشف أثدائهن، تحديتا القوانين والسيادة والسياسة، "ثم انصرفتا بكل ثقة وطمأنينة وأمان، فماذا فعلت هيبة الدولة وأجهزتها العتيدة؟ قالت لنا الوزارة الوصية: إنها أخرجتهما من البلاد، علما بأنهما ضبطتا في المطار قبل مغادرة البلاد، بعدما أَدَّيْتا ما أُرسلتا من أجله". وذكر الريسوني، اليوم الاثنين، أن "السؤال الذي حيّر الناس هو: أليس في البلد قوانين جنائية تم انتهاكها بتبجح سافر؟ أليس في البلد محاكم مختصة هي التي تقرر في شأن أفعالهما؟ ألسنا في دولة القانون؟ أم أن الفصول القانونية والسلطة القضائية والأجهزة المهيبة لا تمتد يدها ولا تنزل سطوتها إلا على المواطنين "الغلابة" ؟". وعرّج المقال على ما وقع في إحدى منصات مهرجان "موازين"، حين احتج عازف الغيثار الشهير ستيفان أو لسيدال على فصل في القانون الجنائي المغربي، يجرّم العلاقات المثلية، مؤكدا أن ما قام به "أشد وأمَرُّ"، وأنه، وآخرون، "سفراء فوق العادة، جيئ بهم ضيوفا معززين مكرمين في موازين (…)، وجُمع لهم الناس بمختلف وسائل التهييج الدعائي والضغط النفسي، ونصبت لهم المنصات الشامخة، لكي يصعدوا فوقها، ويدوسوا القانون والسيادة والكرامة، تمجيدا وترويجا لشذوذهم وقذارتهم، ثم إذا بهم يتسلمون أجورا خيالية على ذلك من أموال المغرب والمغاربة، وعلى الرغم من أنف المغرب والمغاربة"، حسب تعبيره. وختم بقوله: "كنا دوما نشمئز وننفر من تلك "الهيبة المضخمة المفزعة""، لكننا هذه الأيام افتقدنا هيبة الدولة كيفما كانت، حتى أخذتنا الغيرةُ والشفقة عليها وعلى اختفائها في ظروف غامضة".