تساءل الدكتور أحمد الريسوني، العالم المقاصدي عن سبب ذهاب هيبة الدولة، بعد قيام ناشطات "فيمن" بتبادل القبل أمام صومعة حسان . وقال الريسوني في مقال له بعنوان" هيبة الدولة أين ذهبت"؟، "هيبة الدولة يعرفها المواطنون جيدا وترتعد منها فرائصهم على بعد مسافات؛ لكونها محمية بالقوانين وبما فوق القوانين، محمية بالقوانين الاستثنائية والتدبير الاستعجالية، محمية بالأجهزة العادية والأخرى الخفية" "متسائلا ما الذي أصابها هذه الأيام؟ وأين ذهبت"؟ واستغرب الريسوني، كيف أن "نساء لقيطات مأجورات، يتحدين الدولة وهيبتها بمنتهى الوقاحة والجسارة، ويخترن لذلك مكانا له ما له من قدسية دينية، وحرمة تاريخية، ورمزية سياسية. تحديْن القوانين والسيادة والسياسة. ثم انصرفن بكل ثقة وطمأنينة وأمان" متسائلا "ماذا فعلت هيبة الدولة وأجهزتها العتيدة"؟ وأضاف الريسوني أن السؤال الذي حير الناس هو : أليس في البلد قوانين جنائية تم انتهاكها بتبجح سافر؟ أليس في البلد محاكم مختصة هي التي تقرر في شأن أفعالهن؟ ألسنا في دولة القانون؟ أم أن الفصول القانونية والسلطة القضائية والأجهزة المهيبة، لا تمتد يدها ولا تنزل سطوتها إلا على المواطنين "الغلابة"؟ واستحضر الريسوني لتعزيز رأيه حول ذهاب هيبة الدولة ببيت شعري ينسب لعمران بن حطاب قاله ضد دكتاتورية الحجاج بن يوسف الثقفي " أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ ... ربداءُ تجفلُ من صفيرِ الصافرِ" و بلغة ساخرة قال الريسوني " كنا دوما نشمئز وننفر من تلك "الهيبة المضخمة المفزعة"، لكننا هذه الأيام افتقدنا هيبة الدولة كيفما كانت، حتى أخذتنا الغيرةُ والشفقة عليها وعلى اختفائها في ظروف غامضة."