يبدو أن الموقف الذي اتخذته النقابات الأربع، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد العام للشغالين، والفدرالية الديمقراطية للشغل بمقاطعة اختفالات فاتح ماي، فتح شهية بعض القياديين في الحزب الحاكم لتوجيه سهام نقدهم إلى هذه النقابات. فإذا كان ابن كيران قد نزل واحتفل بعيد العمال في الدارالبيضاء، ورفع من حرارة فاتح ماي بارد، ففي وجدة خرج القيادي في الحزب نفسه، عبد العزيز أفتاتي البرلماني عن دائرة وجدة ورئيس لجنة النزاهة والشفافية بالحزب، بتصريحات تحمل الكثير من التهكم والسخرية من موقف النقابات الأربع التي اتخذت قرار مقاطعة احتفالات فاتح ماي. وقال أفتاتي أمام العمال المنتمين إلى نقابة الاتحاد الوطني للشغل، الجناح النقابي للبيجيدي بساحة باب سيدي عبد الوهاب، إن العدالة والتنمية والطبقة العاملة المنخرطة في مسلسل الإصلاح تشكل تحالفا من أجل إنهاء "الاستبداد والفساد وخلق التنمية التي تخدم مختلف الفئات الشعبية". واعتبر أفتاتي، أن احتفالات هذا العام تميزت بوجود 3 مقاربات، الأولى تجسدها نقابة يتيم عبر الانخراط المستمر في النضال، والثانية مقاربة تتبنى النضال "بالترك"، وهي التي جسدتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل، غير أن المقاربة التي تبقى أكثر إثارة هي مقاربة النضال بما أسماه "الفريط" أو الهروب، في إشارة إلى الموقف الذي اتخذته نقابة شباط في آخر لحظة للالتحاق بركب النقابات المقاطعة للاحتفالات. وصرح أفتاتي بلغة متهكمة، أنه أصبح مقتنعا بأن "البيجيدي" يجب أن يعير ابن كيران لخلق الحيوية نفسها التي توجد في الحركة السياسية "أنا مقتنع بللي خصنا نسلفوا الاستاذ ابن كيران للحركة الاجتماعية والنقابية لخلق الحيوية فيها"، يقول أفتاتي. وبخصوص الرفع من الأجور أكد المتحدث نفسه، أنهم مع الرفع من الأجور الضعيفة والمتوسطة، ويدعمون ذلك "لا أفهم كيف يتحدثون عن رفع الأجور دون أن يميزوا بينها"، وذلك حتى لا يتكرر الخطأ نفسه الذي وقع في السابق، عندما أضيفت 600 درهم لأجور الموظفين، وهو ما خلق عجزا في صندوق المعاشات بلغ 49 مليار درهم "سنواصل مواجهة سفاهتهم والمعركة ما يمكن ليها إلا أن تشتد لأننا مقبلون على أمور مفصلية"، يؤكد أفتاتي. سد الخصاص يحتجون بالإضافة إلى مسيرة نقابة يتيم، التي جابت بعض أهم شوارع المدينة قبل أن تنتهي بساحة باب سيدي عبد الوهاب، خرج أساتذة سد الخصاص المشكلين للتنسيقية الجهوية في مسيرة جابت شارع محمد الخامس، رفعوا خلالها شعارات تنادي بتسوية وضعيتهم الإدارية والمالية. ورفع بعضهم كسرة خبز تعبيرا منهم على أن معركتهم التي انطلقت منذ أشهر، هي من أجل ضمان حقهم في العيش الكريم. ونزل الطلبة أيضا، اليوم، إلى الشارع للتعبير عن أمالهم في تحقيق مغرب أفضل، ونظم بعضهم حلقية نقاش بساحة 9 يوليوز، استحضروا فيها دلالات الاحتفال بهذا العيد الأممي، وما يخالجهم من طموحات لتحقيق الكرامة للطبقة العاملة.