بعدما تقرر تأجيلها بسبب التغييرات التي طرأت على هرم الحكم بمملكة آل سعود، أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أن الملك محمد السادس سيقوم بزيارة عمل وأخوة إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد المقبل. وتأتي هذه الزيارة، في تعد الأولى للملك محمد السادس بعد تسلم الملك سبلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة بعد وفاة شقيقه الملك عبد الله في يناير الماضي، في سياق تغييرات جذرية طرأت على هرم الحكم في السعودية، بعدما أقدم الملك سلمان بن عبد العزيز هذا الأسبوع على تعيين الأمير محمد بنايف وليا للعهد، خلفا للأمير مقرن بن عبد العزيز، التي تم إبعاده من المنصب، كما تم تعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليا لوي العهد. وكان مقررا أن يحل بالديار السعودية يوم الثلاثاء الماضي، إلا أنه تم تأجيل الزيارة بسبب التغييرات الجوهرية في هرم الحكم. وكان الملك محمد السادس، أجرى اليوم الاربعاء، اتصالا هاتفيا مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، حيث اتفق الطرفان على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة، بالنظر إلى التغييرات التي تعرفها البلاد. وذكر بلاغ للديوان الملكي، أن الملك، هنأ خلال هذا الاتصال، العاهل السعودي على تعيين كل من الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وليا للعهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، وزيرا للداخلية، ورئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وليا لولي العهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، وزيرا للدفاع، ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وأضاف البلاغ أنه "نظرا للتغييرات الجوهرية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين ليلة أمس الثلاثاء، على عدد من المناصب العليا بالمملكة، بما يقتضيه ذلك من إجراءات، فقد ارتأى قائدا البلدين تأجيل زيارة العمل والأخوة لبضعة أيام، والتي كان مقررا أن يقوم بها الملك، يومه الأربعاء 29 أبريل 2015، إلى المملكة العربية السعودية". وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلن فجر اليوم الأربعاء سلسلة تغييرات في القيادات السعودية، وهو ما من شأنه أن يعطي، برأي العديد من المراقبين، ملامح جديدة للمملكة، من بينها إعفاء وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وتكليف مكانه سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير رغم أنه شخص من خارج أسرة آل سعود. وعين الملك في منصب وزير الخارجية سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير ليؤول بذلك هذا المنصب الإستراتيجي لشخص من خارج أسرة آل سعود. والأمير سعود (75 عاما) ترأس الدبلوماسية السعودية منذ أربعين عاما، وهو سيظل بحسب الأوامر الملكية عضوا في مجلس الوزراء ومبعوثا للملك ومشرفا على السياسة الخارجية. وتكون بذلك المملكة قد اتخذت وجها جديدا تماما على مستوى قيادتها، وبات خصوصا أبناء "الجيل الثاني"، أي أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز، في مقدمة القيادة إلى جانب الملك. وجاء في أمر من سلسلة أوامر ملكية نشرتها وكالة الأنباء السعودية، "يعفى صاحب السمو الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه"، ليحل محله الأمير نايف بن عبد العزيز.