عادت أجواء الاحتقان لتخيم من جديد على حي العرفان، الذي شهد أحداثا دامية في وقت سابق بين أفارقة ومواطنين، وكانت أسفرت عن مقتل أحد المهاجرين، ولا يزال التحقيق بشأن هذه الجريمة مفتوحا إلى اليوم. يوم الاحد ، خرج المئات من السكان في مسيرة احتجاجية مصطحبين معهم أزواجهم وأبناءهم، من أجل التنديد بالأوضاع المزرية التي يعيشها الحي بسبب «اكتساحه من قبل الأفارقة الذين تحولوا إلى عصابات متخصصة في السرقة والنشل وترويع أمن السكان». وجاب المحتجون جل شوارع العرفان وأزقته وهم يحملون لافتات تكشف معاناة السكان على جميع المستويات، ركزت أغلبها على الأوضاع المزرية التي يعيشها الحي من جراء الإهمال واللامبالاة من طرف السلطات المحلية، فيما تناولت بعضها معاناة السكان مع «بعض المهاجرين غير النظاميين الأفارقة، الذين أصبحوا يمثلون خطرا عليهم وعلى أبنائهم جراء سلوكاتهم غير الأخلاقية، وتجاوزاتهم غير القانونية التي تصدر عن مجموعة منهم». كما رفع المحتجون شعارات تتهم السلطات المحلية بالتواطؤ ضدهم بالتغاضي عن تطاول بعض المهاجرين الأفارقة على أملاكهم الخاصة، من خلال تكسير الأقفال واقتحام مجموعة من الشقق السكنية وحيازتها بالقوة، مشددين على ضرورة توفير دوريات أمنية كافية لوقف تجاوزات بعض المهاجرين، الذين أصبحوا يمثلون مصدر إزعاج دائم يقلق راحة السكان. وشهدت هذه المسيرة الاحتجاجية رفع شعارات مثيرة للانتباه تناشد الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية للتدخل العاجل والفوري من أجل رفع الضرر عنهم، وحماية شقق المواطنين المغاربة، التي احتلت بالقوة وبدون حق من قبل بعض المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، وذلك في إشارة واضحة إلى عجز السلطات المحلية على حمايتهم ووضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة. وواكبت هذه المسيرة عددا من المصالح الأمنية تحسبا لأي تدخل من الأفارقة لفض هذه المسيرة التي كانت تستهدفهم وتطالب بطردهم. وانتقل المحتجون نحو الشارع الرئيسي المؤدي لحي مسنانة، من أجل نقل همومهم وإسماع صوتهم لباقي سكان المدينة، وذلك تحت مراقبة القوات الأمنية. وليس سكان الحي وحدهم، من ينظمون المسيرات والوقفات الاحتجاجية، بل حتى الأفارقة سبق لهم وأن نظموا وقفات احتجاجية، وغالبا ما تكون بعد الحملات الأمنية ضدهم، والتي لا تخلو من عنف واستعمال القوة في حقهم، الأمر الذي يدفعهم إلى الاحتجاج وسط الشارع العام، وفي بعض الأحيان يقومون بإغلاقه وشل حركة المرور.