بعد ان قطع الوزيران، لحبيب الشوباني، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وخطيبته سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتعليم العالي، الشك باليقين بخُصوص ما راج حولها من شائعات، تتعلق ب"وجود علاقة حب بينهما"، وذلك بعدما تقدم إلى خطبتها رسميا رفقة زوجته ووالدته، خلال الأسبوع الجاري توالت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بشان هذه "السابقة" في تاريخ الحكومات المغربية، اذ لاول مرة يقدم وزيران على الارتباط وهما في فترة الاستوزار. وأثارت هذه الخُطوة الرسمية جملة من التعليقات، التي اختلفت ما بين مُنتقد وساخر، في حين سادت صدمة كبيرة في صفوف البيجيدي. تهاني حارة.. ولقيت الخطوة "استحسانا" لدى فئة مُتوسطة العدد من الناس، إذ اعتبروا أن الوزيرين لم يقترفا "جرما" ولم يأتيا شيئا مُحرما، مُشددين على أنه "إن كُنا نناصر الحريات، خُصوصا الفردية منها، فإن الزواج تم بتراض بين جميع الأطراف، الزوجة الأولى، والعريس والعروسة الجديدة"، في حين اعتبروا أنه "لا يُمكن فرض توجه مُحدد على أشخاص هم مُقتنعون بضده ويرون فيه الصواب". بينما يرى آخرون أن في مسألة تناول هذا الموضوع "شيء من تتبع عورات الناس"، على اعتبار أن مسألة الطلاق والزواج هي "خُصوصيات" وأشياء "تتعلق بالحياة الخاصة بالأفراد"، والتي "لا يجب انتهاكها أو مناقشتها مهما كانت الظروف، حتى لو كان الأمر يتعلق بوزير أو وزيرة". أما فئة ثالثة، فاعتبرت أن الأمر فيه نوع من "الهروب إلى الصواب"، مُعتبرة أنه "يجب تشجيع الوزيرين على هذه الخُطوة، لأنهما رفضا الدخول في علاقة مُحرمة، ولجئا إلى الزواج". انتقادات حادة.. ومن جهة أخرى، أثارت هذه الخُطوة جُملة من الانتقادات، خُصوصا على صفحات الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، والتي لم تقتصر فقط على مُعارضي تجربة العدالة والتنمية، بل حتى بعض أبرز نُشطاء الحزب على الموقع الأزرق. ورأى بعضٌ، خُصوصا المعارضين لحزب العدالة والتنمية، أن في المسألة إلهاء للرأي العام عن مجموعة من القضايا الأخرى المصيرية، في حين اعتبر آخرون أن هذا "دليل على عدم انشغال الحكومة بهموم الشعب والإصلاحات التي وعدته بها". وفي السياق نفسه، برع آخرون في إنتاج صور مُركبة تضم كُلا من الوزيرين، مرة "فوق العمارية"، وأخرى "بلباس الزفاف"، وثالثة على سفينة التيتانيك". وفي الوقت الذي استهجن بعض المُدافعين عن البيجيدي الانتقادات الموجهة إلى وزيري حزبهم على اعتبار أن الأمر يدخل في إطار الحياة الخاصة، اعتبر آخرون هذا السلوك بمثابة "تكميم للأفواه". وقال حسن حمورو، أحد نشطاء الحزب الحاكم، في تدوينة نشرها على صفحته في "فيسبوك" " الحياة الخاصة ليست ورقة يلعب بها السياسي متى وكيف يشاء.. ويحتفي بها عندما يلبس "فوقية" و"صندالة ديال الجلد"، أو يأكل "الخبز والزيت"… ويُخفي تفاصيلها أو يدعو إلى عدم الخوض فيها عندما يرى أنها تمس موقعه السياسي وصورته العامة!". غيرة فتيات.. ولم يخل هذا النقاش من بعض المُزح والتعليقات الساخرة، إذ علقت مجموعة من الفتيات على الخبر باستهجان، مُعتبرات أن الأمر فيه تمييز، وأن الواجب على الوزير كان هو "إنقاذ فتاة من العنوسة"، في حين كتبت إحداهن أن "مُنتقدات زواج الوزير والوزيرة ليس دافعهن وراء ذلك سوى الغيرة". وإلى ذلك، نشر آخرون، في تهكم، تدوينات تقول "حتى وإن تزوج الشوباني ببنخلدون، فإن الشيخ الصمدي على ذمته امرأة واحدة فقط، والفيزازي أيضا يرغب في تزوج الرابعة". ستة بالمائة.. وفي السياق نفسه، أوردت صحيفة "إيكوديايرو-إيكونوميستا" أن الاحصائيات الرسمية، تؤكد أنه في عام 2013 سجلت فقط 787 حالة زواج ثانية، أي بنسبة 0.26 في المائة من مجموع الزواج بعموم التراب المغربي، لكن النسبة –تقول الصحيفة- انتقلت إلى 6 في المائة داخل مجلس وزراء الحكومة، فوزير العدل مصطفى الرميد لا يخفي أنه متزوج من أكثر من زوجة، وزميله في الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، تقدم لخطبة الزوجة الثانية، وهي زميلته في الحكومة، سمية بنخلدون.