يشكل " ديربي" الرجاء والوداد فرصة للرواج التجاري بمختلف تجلياته. فالمقابلة قبل أن تكون مواجهة كروية عن الجولة 26 من الدوري المغربي الاحترافي فهي «بيزنيس» بامتياز . لقد أعلن فريق الرجاء البيضاوي، قبل بداية المقابلة، عبر موقعه الرسمي، أنه حقق رقما قياسيا في مداخيل الديربي، بعدما وصلت الى 277 مليون سنتيم. ومن شأن هذه المداخيل ان تخرج الرجاء الرياضي من أزمة مالية لقدر لها، وهو رقم يبقى مصرحا به فقط، لكن الخفي يشير إلى أن الرجاء قد يجني ضعف المبلغ في ظل تهافت كبريات المؤسسات الاستشهارية على استغلال الحدث ووضع لوحات إشهارية على جنبات المركب الرياضي محمد الخامس، زد على ذلك الشركات التي تستغل الحدث وتقيم حفلات فنية قبل افتتاح المباراة للجماهير الحاضرة مما قد يرفع الغلة ويتجاوز الرقم بكثير. المارشي نوار كعادة جميع " الديربيات" بين الرجاء والوداد، ينشط الرواج التجاري، عبر السوق السوداء او ما يصطلح عليها ب" مارشي نوار". ويعمد هؤلاء التجار إلى شراء المئات من التذاكر وإعادة بيعها بضعف ثمنها، لاسيما تذاكر «المكانة» معقل أنصار الرجاء و»فريميجة» معقل أنصار الوداد وهما المدرجان المكشوفان ورغم ذلك فإن الإقبال عليهما كبير للغاية. ووقف " اليوم 24″ عن قرب أن سعر التذاكر وصل الى ثلاثة أضعاف احيانا، لاسيما بعدما أعلنت إدارة الرجاء عن إجراء مقابلة الديربي بشبابيك مغلقة، وذلك بعد نفاذ التذاكر التي تم طرحها في الأسواق منذ الاثنين الماضي. بيع شعارات وأقمصة الفريقين تزدهر عملية بيع شعارات وأقمصة الفريقين، طيلة الأسبوع الذي يسبق المقابلة، إذ تتحكم شبكة في خياطة وحياكة نسخة " مزورة" من القميصين الرسميين لكل من الرجاء والوداد، وتضعها بكميات كثيرة في الاسواق، مما يخلف خسارة مالية كبيرة للناديين، وتطرح علامة استفهام كبيرة، حول الكيفية التي ادخلت بها هذه الشبكة هذه المنتوجات المقلدة، والتي تجد رواجا منقطع النظير . كل شيء يباع لعل ما يلفت المتتبع لمباراة الرجاء الرياضي، وغريمه التقليدي الوداد البيضاوي، ازدهار عميلة بيع الوجبات السريعة، أو ما يصطلح عليها عند العامة ب" الكاسكروط". وأهم ما يثير الانتباه، أن العرض يوازي الطلب، وهذا ما أكده أحد الباعة في حديثه مع " اليوم 24″ ، عندما قال :" منذ ثلاثة أيام عن موعد المقابلة وأنا أحضر المنتوجات الغذائية التي سأعرضها للبيع في لقاء الديربي"، وأردف قائلا :" ما استخلصه في مباراة الديربي يساوي ضعف ما أجمعه من مداخيل الموسم الرياضي بكامله"،ومضى يقول :" هذه أمانة في عنقي، وأرواح الناس لا تقدر بثمن، لهذا لا أتردد في تقديم وجبات سريعة نظيفة، بل اكثر من ذلك أن هناك زبائن تتصل بي لتحضير لها طلباتها، إيمانا منها أن المنتوجات الغذائية التي اقدمها تتسم بالجودة والنظافة".