اهتزت المدينة العتيقة بفاس، حوالي الساعة التاسعة من أول أمس (الأربعاء)، على حادث هجوم استهدف سائحا أجنبيا بداخل باب الصفارين بمنطقة الرصيف. هذا، وعلمت « اليوم24» من مصادرها، أن السائح الأجنبي وهو من دولة ليتوانيا، في العشرينات من العمر، كان عائدا من مطعم بمنطقة الرصيف صوب الفندق الذي ينزل به بحي الطالعة، حيث فاجأه بمدخل الصفارين شخص مجهول ملثم، بضربة غادرة من الخلف أصابت العنق، وفر مستغلا الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة، حيث تمكن من الفرار نحو وجهة مجهولة، تاركا السائح الأجنبي مدرجا في دمائه. وأضافت المصادر ذاتها أن بعض المارة اندفعوا نحو السائح الأجنبي، وأخطروا مركزا للأمن بمدخل حي الرصيف، حيث تقاطرت على مكان الحادث عناصر الأمن، فيما نقل السائح الأجنبي إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس في حالة غيبوبة. وكشف مصدر طبي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس للجريدة بأن السائح الأجنبي، أصيب بجرح في العنق، لكن من حسن الحظ أن الضربة لم تتلف العروق، حيث خضع بقسم جراحة الجهاز العصبي لتدخل طبي عاجل لرتق الجرح، مضيفا أن حالته الصحية مستقرة وأنه غادر المستشفى منتصف نهار أمس (الخميس). في المقابل، أعلنت السلطات الأمنية بفاس، حالة استنفار بين عناصرها للوصول إلى الشخص الملثم المجهول، الذي هاجم السائح الأجنبي، حيث فرضت عناصر الأمن بمختلف أطيافها طوقا أمنيا على أحياء المدينة العتيقة، إذ انتشرت عناصر الصقور في الأحراش وضواحي المدينة بحثا عن الفاعل الهارب، فيما أُقيمت حواجز أمنية بمختلف شوارع وطرق المدينة بمداخلها ومخارجها. وتحدثت أنباء انتشرت على نطاق واسع بالمدينة، خصوصا بين سكان المدينة العتيقة، عن كون الشخص المجهول الملثم، «ملتح» وصاحب بنية قوية، وهو ما نفاه مصدر أمني ل»اليوم24»، مشددا على أن الأبحاث والتحريات الجارية لم تتوصل إلى هوية الشخص وأوصافه، وكذا طبيعة الآلة الحادة التي استعملها في هجومه المسلح على السائح الأجنبي، والذي كان منتظرا أن يغادر فاس عائدا إلى بلاده غدا السبت، بعد أن حل بها الخميس ما قبل الماضي.