تمكنت العناصر الأمنية بمكناس، أخيرا، من توقيف منفذي الهجوم المسلح على وكالة بنكية صبيحة يوم الأربعاء الماضي، حيث تمكنوا من سرقة مبلغ 27 مليون سنتيم بعد أن أثاروا موجة رعب في صفوف موظفي الوكالة وبعض زبنائها. وحجزت السلطات الأمنية لديهما مبالغ مهمة متحصل عليها من العملية، والأدوات التي استعملت فيها، بحسب بلاغ صادر عن الخلية الولائية للتواصل بولاية أمن مكناس. و حسب المعلومات المتوفرة، فإن عملية اعتقال الملثمين، الأول في عقده الخامس والثاني يبلغ من العمر 48 سنة، جرت أطوارها بأحد الشوارع الثانوية بوسط المدينة، عقب تلقي مصالح الأمن لإخبارية من حارس للسيارات بوجود سيارة من نوع " بوجو 205″، مركونة بركن من الشارع، و التي يشتبه أن يكونا استعملاها في عملية الهروب عقب تنفيذهما لعملية الهجوم على الوكالة البنكية، حيث سارعت عناصر الأمن إلى تطويق المكان و فرض حراسة عن بعد على السيارة، أسفرت عن توقيف الشابين و حجز السيارة التي أظهرت التحريات أن أوراقها مزورة إضافة إلى لوحتها المعدنية، فيما عثر المحققون في حقيبتها الخلفية على الأسلحة البيضاء وقنينات الكروموجين و المبالغ المسروقة من الوكالة البنكية، والتي لم يتمكن الخمسيني و مساعده من صرفها بعد. و كشف مصدر أمني قريب من التحقيقات الجارية، أن الشخصين المعتقلين، وضعا تحت تدابير الحراسة النظرية، حيث جرى مساء أمس الخميس إعادة تمثيل جريمتهما بالوكالة البنكية بحي قرطبة بمدينة مكناس، قبل إحالتهما في حالة اعتقال غدا السبت على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، مضيفا أن التحقيقات ما تزال سارية للتأكد من احتمال وجود أشخاص آخرين على علاقة بمنفذي عملية السطو على الوكالة البنكية. و في المقابل نفى المحققون علاقة الملثمين الموقوفين بما راج من أخبار بالعاصمة الاسماعلية بخصوص ارتباطهما بخلية "داعش" و التي فككها مؤخرا المكتب المركزي للتحقيقات القضائية في أول عملية له بعد إعلان ميلاده، مشددا على أن الشابين هما من ذوي السوابق العدلية، يقطنان بحي صفيحي بالقرب من حي الزيتون، و أن حاجتهما إلى المال دفعتهما إلى التخطيط للسطو على الوكالة البنكية، لحظات قليلة عن فتح أبوابها، لاعتبارات منها خلوها نسبيا من الزبائن و أيضا انتهاء الموظفين من استلام المبالغ المالية لانجاز مهامهم اليومية بالشابيك المخصصة لاستقبال الزبناء، فيما نفى نفس المصدر استعمالهما لأسلحة نارية، و تأكيده على وجود أسلحة بيضاء و قنينات غاز "الكروموجين" ضبطتها الشرطة لدى الشابين خلال توقيفهما. و كان حي قرطبة بوسط مدينة مكناس، قد عاش صبيحة يوم الأربعاء، حالة استنفار قصوى، عقب لجوء ملثمين، إلى الهجوم على وكالة بنكية ل" مصرف المغرب"، و إشهارهما للأسلحة البيضاء في وجه موظفي البنك و رشهم بغازات " الكروموجين"، حيث تمكنا من السطو على مبلغ 27 مليون سنتيم، و لاذا بالفرار على متن سيارة خفيفة حرصا على ترك محركها مشتغلا بباب الوكالة لتسهيل عملية فرارهما، قبل أن يتمكن عناصر الأمن من الوصول إليهما و اعتقالهما بعد ال24 ساعة من تنفيذهما للعملية، و التي تعتبر الثانية من نوعها بمدينة مكناس، من حيث طريقة التنفيذ و استهداف المؤسسات المالية منذ مطلع السنة الحالية، بعد سرقة مبالغ مالية من وكالة لتحويل الأموال بحي ويسلان، إضافة إلى السرقات المماثلة التي يتعرض لها زبناء الشبابيك البنكية الإلكترونية من طرف أصحاب الدراجات النارية.