دخل الأديبان المغربيان الرائدان محمد برادة وأحمد المديني حلبة مسابقة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» بروايتيهما «بعيدا من الضوضاء، قريبا من السكات» و«ممر الصفصاف». لكن سباقهما نحو خلافة الأشعري لن يكون سهلا، بالنظر إلى الأسماء العربية المرشحة، وقيمة أعمالهم، روادا ومغمورين. خلافا للدورة الماضية التي شهدت بروز ثلاثة أسماء مغربية في البداية، لم تتضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) سوى اسمين، لكنهما من رواد الأدب المغربي اليوم. إنهما الأديبان محمد برادة وأحمد المديني. فالأول مرشح بروايته «بعيدا من الضوضاء، قريبا من السكات»، الصادرة العام الجاري عن داري «الفنك» المغربية و«الآداب» اللبنانية؛ والثاني بروايته «ممر الصفصاف»، الصادرة أيضا العام الجاري عن المركز الثقافي العربي (بيروت/ الدارالبيضاء). يشار، أيضا، إلى أن المديني مرشح لجائزة أخرى لا تقل أهمية، هي جائزة الشيخ زايد للأدب، بكتابه «نصيبي من باريس». ورغم أن برادة والمديني يعتبران، اليوم، من أبرز الأسماء المتألقة، ليس فقط، في سماء الأدب المغربي، بل في سماء الأدب العربي، إلا أنهما سيواجهان منافسة قوية من باقي المترشحين خلال ما تبقى من أشواط في رحلة الجائزة. ذلك أن القائمة الطويلة تضمنت أيضا كلا من اليمني حبيب عبد الرب سروري، صاحب رواية «ابنة سوسلوف»، التي شهدت رواجا كبيرا في المعارض، والمصري أشرف الخمايسي، صاحب «انحراف حاد»، وهي رواية لا تقل أهمية، والروائية اليمنية المعروفة مها حسن، صاحبة «الراويات»، واللبنانيان أنطوان الدويهي، مؤلف «غريقة بحيرة مورية»، وجبور الدويهي، كاتب «حي الأمريكان» وصاحب الرائعتين «شريد المنازل» و«مطر جزيران». ولا تقل الأسماء المغمورة التي تضمنتها اللائحة التي أعلنت صباح أول أمس عن الأسماء الرائدة. ولعل أبرزها الروائي السوداني الشاب حمور زيادة، صاحب «شوق الدرويش»، الذي حاورته جريدة «أخبار اليوم»، قبل أيام فقط، بمناسبة تتويجه بجائزة نجيب محفوظ للأدب لسنة 2014. أما باقي الأسماء التي تضمنتها القائمة الطويلة، فهي: الفلسطيني عاطف أبو سيف المرشح بروايته «حياة معلّقة»، واللبنانية «جنى فواز الحسن» بروايتها «طابق 99»، والسورية لينا هويان الحسن بروايتها «ألماس ونساء»، والعراقية هدية حسين بروايتها «ريام وكفى»، والكويتي عبدالوهاب الحمادي بروايته «لا تقصص رؤياك»، والمصري هشام الخشن بروايته «جرافيت»، والمصرية منى الشيمي بروايتها «بحجم حبة عنب»، وأخيرا التونسي شكري المبخوت بروايته «الطلياني». وقد أعلن عن القائمة الطويلة لجائزة البوكر، صباح أول أمس. إذ اشتملت القائمة على 16 رواية صدرت كلها خلال سنة 2014، حيث اختيرت من بين 180 رواية ينتمي كتابها إلى 15 دولة عربية. وينتمي روائيو هذه القائمة إلى عشرة بلدان، ويسيطر عليها اللبنانيون (ثلاثة) والمصريون (ثلاثة). ولأول مرة في تاريخ الجائزة، بلغ الروائيات المرشحات خمسة، بينما لا يتعدى عدد النساء اللواتي انتزعن مكانا ضمن القائمة الطويلة إحدى عشر، منذ تأسيس الجائزة سنة 2009، إلى غاية اليوم. وبُعيد الإعلان عن القائمة، علق رئيس لجنة التحكيم على القائمة الطويلة بقوله: «تقدم لنيل الجائزة هذا العام أكبر عدد من الروايات في تاريخها، حيث كان بين أيدينا مئة وثمانون عملا، وبصعوبة توصلنا إلى اختيار القائمة الطويلة المكونة من ست عشر رواية تمثل اجتهادات متنوعة ومدارس فنية وأجيالا مختلفة. بعض الأعمال هي الأولى لمؤلفيها والبعض الآخر لكتاب متمرّسين. ومن المفيد التذكير بأن لجنة التحكيم تقوم الروايات لا الروائيين.» من جهة أخرى، سيكون المغرب حاضرا في فعاليات الجائزة المقبلة، وتحديدا خلال الإعلان عن القائمة القصيرة المرتقبة يوم 13 فبراير. ذلك أن القائمة النهائية، التي تتضمن عادة ستة أسماء، ستعلن خلال افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمعرض الدارالبيضاء الدولي للنشر والكتاب. جدير بالذكر أن الدورة الأخيرة لجائزة البوكر شهدت تألق ثلاثة روائيين مغاربة هم: إسماعيل غزالي، وعبد الرحيم لحبيبي، ويوسف فاضل. وقد نافس هذان الأخيران على الجائزة في طورها الأخير، لتعود في النهاية إلى العراقي أحمد سعداوي عن روايته المتميزة «فرانكشتاين في بغداد».