ندد علماء المسلمين حول العالم بما أقدمت عليه الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو" من نشر للرسوم المسيئة للرسول في عددها الصادر اليوم الأربعاء. الشيخ حسن الكتاني وفي اتصال مع "اليوم 24" استنكر استمرار "شارلي إيبدو" في نشرها لرسومها المسيئة للرسول، معتبرا أن الأمر راجع بالأساس إلى "احتقار الغرب للمسلمين وعدم احترامهم لأي شيء اتجاههم" حسب تعبيره. الكتاني أكد على ضرورة اتخاذ الدول الإسلامية لموقف حازم فيما يخص استمرار مثل هذه الصور، قائلا "إذا لم تتخذ الدول الإسلامية موقفا حازما كما يفعل اليهود اتجاه مقدساتهم سيستمر الغرب في إهانتنا وعدم إقامة وزن لنا"، مردفا "كلماتنا تكون قوية ورنانة حينما نجامل بها الغرب لكن حينما تهان مقدساتنا فإننا نصمت أو نستنكر باحتشام شديد" حسب تعبيره. وفي نفس الإطار ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإعادة صحيفة "شارلي إيبدو" نشر رسوم للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) معتبرا أن هذه الخطوة ليست من الحكمة وتساعد "المتطرفين". وقال الاتحاد في بيان، إن قيام مجموعة من الصحف ووسائل الإعلام بإعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول (صلى الله عليه وسلم) والهجوم على الإسلام أو المسلمين، ليس من العقل ولا المنطق ولا الحكمة. وأضاف نفس البيان "إذا اتفقنا بأن هؤلاء المتطرفين، وهم قلة، لا يمثلون الإسلام والمسلمين، وأنهم يقتلون من المسلمين أكثر من غيرهم، إذن كيف يُرد على تصرف هؤلاء المتطرفين بتصرفات ليست ضدهم بل ضد رسول الرحمة للعالمين، ورسول يؤمن به حوالي ملياري نسمة وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم في سبيله؟". كما اعتبر الاتحاد أن إعادة نشر رسوم يعتبرها المسلمون مسيئة هي تصرفات "رعناء تساعد المتطرفين" إذ تعطيهم المصداقية بأن الغرب أو غير المسلمين هم ضد الإسلام ورسوله وضد المسلمين. وأضاف علماء الإسلام في البيان أن ذلك من شأنه أيضا زيادة الاحتقان الشديد والكراهية وعدم الثقة وسد الطريق على جهود المصلحين المعتدلين "لأن عامة الناس لا يصدقونهم وإنما يصدقون هؤلاء الإرهابيين" الذين يستغلون نشر هذه الرسوم والأفلام المسيئة لأفكارهم المتطرفة، ووفق الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، فإن السببين الرئيسيين للتطرف هما الدكتاتورية والاستبداد.