ينتاب الزائر لبلدة "شاني شينغابور" الهندية في أول انطباع له، أنه أمام منازل عبارة عن متاهات بدون أبواب ولا نوافذ، فاهل القرية يعتقدون أن الإله الهندوسي "شاني" يوفر لهم الحماية اللازمة من كل اللصوص والمتسللين. وتظهر المنازل، في تقرير مصور بثته وكالة الانباء الفرنسية، مجرد جدران لا مكان للأبواب الموصدة فيها، وحتى الصناديق التي يستعملها اهل القرية لتوفير ما لديهم من أموال وحلي فهي الاخرى بدون حماية وبدون أقفال. "جاياشري غادي"، إحدى نساء القرية قالت لكاميرا الوكالة "الإله شاني ظهر في الحلم لمؤمنين قبل سنوات، وأكد لهم أنه لا داعي لتزويد المنازل بأبواب. وهو قال لهم "أنا سأتولى حمايتكم"، فلا حاجة إلى أبواب"، تقول المراة الهندية بكل ثقة. ويؤمن أهل بلدة شاني شينغابور بقوة "الاله" ومدى قدرته على حراستهم وحراسة ممتلكاتهم ولاحاجة لهم بوضعها في حرز محكم الأقفال، لذلك تجد الصيدليات ومحلات البقالة والمكاتب وغيرها من المباني معروضة على ناصية الشارع بدون ابواب او أقفال لتحميها . وبحسب الرواية التي تتداولها الساكنة، فقد بدأ الدم يسيل من كتلة من الطين والحديد غسلت في النهر المجاور خلال فيضانات وقعت قبل 300 سنة عندما وضع الرعاة خشبة فيها. وكشف في رؤية لأحد أبناء البلدة أن هذه الكتلة تابعة "للإله شاني"، وهي قد وضعت اليوم في ساحة عامة وزينت بأكاليل ورد وهي تستقطب الحجاج. وتضيف الرواية "أن شاني إله زحل هو جد قوي بحيث ينبغي ألا يوضع مزاره في مكان مسقوف وهو لن يدع اللصوص الذين يحاولون سرقة المنازل المفتوحة في البلدة يفلتون من العقاب". وبالرغم من الايمان العميق للساكنة بقوة إلاههم، إلا أنه بدأ تسجيل حالات سرقة بدأت تجتاح القرية وتفسد عليهم هذا الايمان، وهو ما يحاول القيمون على المعبد نشره من خلال توزيع مناشير في المزار، تؤكد أن شاني شيغنابور ليست خالية من السرقات فحسب، بل من جميع التصرفات الخاطئة وهي "بلدة مثالية" خلافا للعالم الخارجي الفاسد.