وجه حزب النهج الديموقراطي، أول أمس رسالة الى الأحزاب اليسارية العربية المنضوية تحت لواء "اللقاء اليساري العربي"، يهاجم فيها بشدة حزب التقدم والاشتراكية، بعدما احتضن هذا الأخير الدورة الأخيرة للقاء اليساري في 9 نونبر في الرباط. النهج هاجم بشدة حزب التقدم والاشتراكية في رسالته، كما تحفظ على البيان الختامي للقاء اليساري الأخير، معتبرا أن حزب التقدم والاشتراكية "الى جانب حلفائه من الرجعيين والمحافظين وعلى رأسهم حزب العدالة و التنمية في الحكومة الحالية، وبتوجيه من النظام الاستبدادي والمؤسسات المالية ينفذون مجموعة من الاجراءات والتدابير الاقتصادية والاجتماعية اللاشعبية تمس في العمق المكتسبات الشعبية" وذكر ضمن هذه المكتسبات "ضرب صندوق المقاصة". كما أخبر النهج "اليسار العربي" بأن " الحكومة التي يتواجد فيها حزب التقدم والاشتراكية فوضت لوزير الداخلية بشن حرب هوجاء على الحركة الحقوقية وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمات الشبابية والطلابية والنقابية ونشطاء حركة 20 فبراير التي تبرأ منها حزب التقدم والاشتراكية" وشكك النهج في يسارية حزب التقدم والاشتراكية، حين تساءل "كيف يمكن أن يكون الحزب يساريا او شيوعيا ويسقط من قاموسه السياسي عبارات الصراع الطبقي وجماهير العمال والفلاحين وأشكال النضال ضد الاستغلال". ولم يقف الأمر عند حد تأليب اليسار العربي ضد حزب نبيل بن عبد الله، إنما وصل الحد الى انتقاد سلطات الملك، فقد اعتبرت الرسالة أن الدستور الحالي "يمنح سلطات واسعة للملك"، وأنه بالإضافة إلى أن "الملك هو أمير المؤمنين وما تتيحه هذه الصفة من التحكم في الحقل الديني فانه يتمتع بسلطات واسعة ويتحكم في كل السلطات" معتبرا أن "ما نعيشه اليوم هو في العمق نظام حكم فردي مطلق يقوم على الاستبداد وان السلطة الفعلية هي بيد الملك". وتعليقا على رسالة النهج، قال نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية "إذا كان اليسار الحقيقي هو أن نظل في هوامش الهوامش، فإنني أترك هذا النوع من اليسار للنهج الديموقراطي" مضيفا أن "التاريخ المغربي أبان عن من هي الفصائل اليسارية التي كان لها وقع حقيقي على تطور البلاد، ومن بقي متفرجا يحلم بجنات النعيم".