يواصل الملك محمد السادس سلسلة خطاباته ورسائله القوية، والتي مالت، في الآونة الأخيرة، نحو خطاب جديد يبسط واقع القضايا الوطنية والدولية "على المكشوف". وفي هذا السياق، وجه الملك محمد السادس رسائل قوية للدول العربية، لتجاوز خلافاتها، والعمل المشترك من أجل تحقيق الوحدة بين الدول العالم العربي. ودعا الملك، خلال انطلاق أشغال المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي، صباح اليوم بمدينة الصخيرات، إلى ضرورة تجاوز الخلافات بين دول العالم العربي، عبر رسالة تلا مضامينها المستشار الملكي عبد اللطيف المانوني، حيث أكد أن ما يجمع الدول العربية أكثر مما يفرقها، بفضل ما تزخر به من مقومات طبيعة وبشرية تدفعها نحو الوحدة، التي اعتبرها ممكنة وتطلعا تهدف إليه الشعوب العربية، وليس سرابا أو هدفا مستحيلا ، مردفا القول "ما يجمع الدول العربية أكثر مما يفرقها بقوة التاريخ والحضارة ومتواصلة جغرافيا ومنسجمة انسانيا ومتكاملة طبيعيا، وتجمعها وحدة العقيدة والثقافة وروابط الاخوة والمصير المشترك". وأضاف الملك "الدول العربية في مفترق طرق، وهناك تحديات أمنية وتطلعات تهدف لمزيد من الحقوق والعدالة الإجتماعية، وتجاوز المشاكل التي تعيشها المنطقة". وتأسف محمد السادس على الواقع الحالي الذي تعيشه هذه الدول، وذلك لأنه "واقع تفرقة وتشتت وتنامي للطائفية والتطرفالإرهاب"، مضيفا أن ما يبعث على الحسرة هو واقع التشتت والإنقسام والخلافات والصراعات، وتنامي النعرات الطائفية". وفي رسالة منه للدعاة للفرقة بين الدول العربية، قال الملك إنه في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم إلى الوحدة في ما بينها، هناك في العالم العربي من يهدر طاقاته في البحث عن بث الفرقة بين هذه الدول، ولهذا يؤكد الملك أصبح التكامل ضرورة ملحة في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الوطن العربي والتعاطي مع هذا لموضوع بمنظور واقعي". وعقد الملك مقارنة بين مجلس دول التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي، معتبرا أن الدول الخليجية تسير في الإتجاه الصحيح، ونجحت في تجاوز الخلافات، وتمكن من تحقيق الوحدة، بخلاف الدول المغاربية التي لم تتمكن من الوصول الى ذلك، هذه الأخيرة، بحسب الملك، تعرف جمودا كبيرا، لا يخدم مصلحة الجميع، وهو ما يبعث على الإحباط في نفوس شعوب المنطقة. ورغم ارساء الدول العربية للآليات الوحدة العربية، يقول الملك، والإعلان عن قرارات تصب في هذا السياق وابرام العديد من الإتفاقيات، إلا انها لم تستطع أن تعطي النتائج كانت مخيبة للآمال ولم تكن في اتجاه تحقيق هدف الوحدة الذي تطمح إله الشعوب العربية منذ سنوات. التكامل العربي، بحسب الملك، دائما لا يعني الإنعزال، بل يجب أن يكون حافزا لتوطيد العمق الإفريقي والآسيوي للعالم العربي، ويطور علاقاته مع مختلف القوى والتكتلات الدولية، "فشعار التكامل لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا، بل أصبح حتمية تقتضي العمل لتحقيق هذا الهدف للوقوف أما سطوة التكتلات، فإما أن نكون متحدين وإما أن لا نكون"، مؤكدا أن الدول العربية اليوم في مفترق طرق وهناك مطالب شعبية ملحة من أجل المزيد من الجهود الوصول لها الهدف". وفي هذا السياق، قال الملك إنه قد آن الأوان من أجل الإنكباب على تحقيق اللحمة وتوحيد الكلمة برغبة صادقة، وإرادة سياسية ترقى لتطلعات شعوب المنطقة، وتجاوز أسباب الفرقة وتوحيد المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في إطار وحدة الدول ووحدتها الترابية، وخلق تكتل عربي واسع يحقق الإندماج الإقتصادي. وأكد الملك على ضرورة تطوير التجمعات الجهوية، وذلك لكونها تعزز التكامل بين الدول العربية، فق مقاربة تشاركية، تساهم فيها الحكومات والهيئات، وجمعيات المجتمع المدني، وكذا الإنفتاح على جميع الشركاء. وحرصا على استثمار جميع الروابط المشتركة مع الدول العربية، قال الملك في رسالته رسالته، إن المغرب لن يدخر أي جهد لتحقيق الوحدة العربية تأسيس تكتل اقتصادي، كما أنه سيظل منفتحا عل كل المبادرات الت تسعى للوصول لهذا الهدف، داعيا الى تعزيز التواصل والتعاون بين النخب والشعوب العربية كزسيلة لتوطيد وحدة الشعوب.