يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاسبوع القادم الى فرنساوايطاليا في اول جولة اوروبية له منذ الاطاحة بسلفه الاسلامي وما اعقب ذلك من اعمال عنف اضرت بمركز مصر على الصعيد الدولي. والسيسي الذي كان قائد الجيش Bنذاك, اطاح بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليوز 2013 مما ادى الى موجة من اعمال العنف بين انصار مرسي وقوات الامن, اثارت انتقادات من الولاياتالمتحدة واوروبا. غير ان مصر استعادت دورها منذ الفوز الساحق للسيسي في الانتخابات في وقت سابق هذا العام, وعزز تلك العودة دورها المحوري في محاربة التطرف الاسلامي المسلح في المنطقة. والجولة التي تستمر اربعة ايام ويلتقي خلالها السيسي بقادة الدولتين, تهدف الى تنسيق الرد على الاقتتال بين القوات الحكومية والميليشيات الاسلامية في ليبيا, اضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية. وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف لوكالة فرانس برس ان "الجانبين سينظران في تعزيز التعاون على كل الاصعدة". والجولة التي تبدأ الاثنين, تأتي فيما يخوض الجيش المصري معارك ضد التطرف الاسلامي المسلح في شبه جزيرة سيناء مما ادى الى مقتل العشرات من عناصر الشرطة والجيش. والشهر الماضي قتل 30 جنديا مصريا في هجوم انتحاري قرب العريش, عاصمة شمال سيناء, مما ادى الى اعلان حال الطوارئ ومنع التجول في اجزاء من شمال سيناء. والتقى السيسي نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر الماضي, كما استقبل وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين في القاهرة. ومن المتوقع ان يناقش الرئيسان ردا على النزاع في ليبيا, حيث تقاتل ميليشيات اسلامية وحلفاء لها حكومة ضعيفة ولكن تحظى بدعم دولي. وتؤكد كل من مصر وفرنسا ان "التهديد الارهابي" في ليبيا يجب ان يعطى نفس الاهتمام كتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات من العراق وسوريا, وبايعته جماعات مسلحة في سيناء. ونفت مصر تقارير عن قيامها بتسهيل ضربات جوية نفذتها الامارات العربية المتحدة, حليفها المقرب, ضد ميليشيات في ليبيا. وقال الباحث في مجموعة الطوارئ الدولية اسندر العمراني ان "اكثر ما يقلق فرنسا في ليبيا هو احتمال ان يصبح الجنوب الليبيي مرتعا للارهابيين والمهربين والمتطرفين الاسلاميين, خاصة بالنسبة لمالي" حيث قامت عملية عسكرية بتعاون اميركي العام الماضي الى اقصاء متطرفين. ويلتقي السيسي ايضا رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون الاربعاء. وفي ايطاليا التي يزورها اولا, يلتقي السيسي البابا فرنسيس في الفاتيكان الاثنين, بحسب ما اكدته وكالة Bي ميديا للانباء نقلا عن مصادر دبلوماسية. وستكون هذه اول زيارة لرئيس مصري الى الفاتيكان منذ 8 سنوات. ومن المرجح ان تتركز المحادثات على العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية وجامعة الازهر. وقالت وكالة الانباء الايطالية انسا ان السيسي سيجري محادثات مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي ورجال اعمال. ومن المتوقع ان تدور المحادثات حول الاستثمارات وخفض الفقر وتدابير مكافحة الارهاب. وذكرت صحيفة الاهرام الرسمية ان السيسي سيبحث ايضا ملف الهجرة غير الشرعية. وكان السيسي قد زار روسيا بعد انتخابه في ماي 2014 واعتبرت تلك الزيارة استهانة بالولاياتالمتحدة التي علقت مساعدات عسكرية بسبب القمع الدامي لانصار مرسي والذي اوقع نحو 1400 قتيل. لكن جولة السيسي الاسبوع القادم تأتي فيما تستعيد مصر دورها بشكل متزايد على الصعيد الدولي, ويعود ذلك في جزء منه الى عدو مشترك حيث تقوم الدول الغربية بقصف مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا. وكانت جماعة انصار بيت المقدس التي شنت عمليات دامية في مصر, قد اعلنت ولاءها للتنظيم الجهادي في وقت سابق هذا الشهر. من ناحيتها وعدت الولاياتالمتحدة باستئناف المساعدات العسكرية لمصر, وتوقفت عن دعوة القاهرة لاطلاق سراح شخصيات اسلامية مثل مرسي الذي يحاكم في عدة اتهامات قد يصدر فيها حكم بالاعدام. وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وكانت اكبر حركة سياسية في مصر, اصبحت حركة سرية يقبع قادتها الكبار خلف قضبان السجن. والتظاهرات التي نظمتها هذه الجماعة افسحت المجال وبشكل متزايد امام هجمات نفذها اسلاميون متطرفون, مما احبط جهود الحكومة نحو اعادة احياء القطاع السياحي الذي يعاني منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011.