يلتقف ريشة الرسم بفمه، فيما تعجز أطرافه عن الحركة، وتغمر قسماته مباهج الفرح كلما عكف راسما، منصرفا إلى هوايته، منشغلا بها عما سواها، قاهرا من خلالها إعاقة مقيمة في جسده منذ أولى سنوات طفولته. في ركن ظليل على الرصيف المؤدي إلى ميناء مدينة الصويرة (جنوب)، يأوي مصطفى الحرشي (33 سنة) إلى كرسيه المتحرك، يشحذ نظراته ساهما في الأفق حيث يمتد الأطلسي الواسع، كأنه شاب آخر في ذات العمر وبذات القسمات. (Jalal Morchidi – Anadolu Ajansı)