خلفت الصدامات العنيفة بين أكراد تركيا وقوات الأمن، خلال المظاهرات التي عمت أمس الثلاثاء عدة مناطق بتركيا، 19 قتيلا وعشرات المصابين، وذلك حسب حصيلة جديدة أوردتها اليوم وكالة الأناضول للأنباء. وكانت حصيلة سابقة أفادت بسقوط 12 قتيلا خلال هذه المظاهرات التي عرفت نزول عشرات الآلاف استجابة لدعوة من الحزب الديمقراطي الشعبي (الحزب الكردي الرئيسي في تركيا) للتنديد برفض أنقرة تقديم مساعدة عسكرية لعين العرب (كوباني) التي باتت على وشك السقوط في أيدي تنظيم "الدولة الاسلامية"، والتي تشهد حاليا معارك طاحنة بين المقاتلين الأكراد والمقاتلين المتطرفين. وتجددت الصدامات، اليوم، بين ناشطين أكراد وقوات الأمن في دياربكر، أكبر المدن الكردية، والتي شهدت أعنف الصدامات حيث سقط عشرة قتلى. كما سقط عدد من القتلى في مواجهات مماثلة في فان وسيرت وماردين وباتمان. وعمدت السلطات التركية إلى حظر التجول في جزء من جنوب شرق تركيا اليوم غداة أعمال العنف التي تخللت هذه المظاهرات. وبالرغم من هذه الاجراءات التي تفرض للمرة الاولى منذ عام 1992، شهدت ديار بكر وباتمان وفان وماردين مواجهات محدودة، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وفي سياق هذه الأحداث، ندد رئيس الوزراء، احمد داود اوغلو مساء اليوم في ختام اجتماع للوزراء والمسؤولين عن القوى الامنية، بمن يقفون وراء موجة الاحتجاجات التي تهدد مسار عملية السلام الهشة بين الأكراد وأنقرة. ودعا رئيس الوزراء، في هذا الصدد، المواطنين الى "عدم السماح باستغلالهم من قبل مجموعات هامشية"، مؤكدا أن النظام العام "سيعاد فرضه عبر جميع الوسائل". وندد داود اوغلو بشدة ب"استفزازات" الحزب الديمقراطي الشعبي، مؤكدا أنه سيطالب "كل الأشخاص المتورطين في هذه الأعمال الإجرامية بتقديم حسابات". ومن جهته، شكك زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال ايليشداراوغلو، بسياسة الحكومة في سورية، قائلا إن تركيا "جلبت وكر الدبابير من الشرق الأوسط الى أرضها". ومن المنتظر أن يستمر حظر التجول، الذي واكبه انتشار جنود ومصفحات في مفاصل الطرق الرئيسية وسط توتر ملحوظ، في ست محافظات حتى صباح الغد.