يبدو أن "سوء الفهم الكبير"، الذي يخيم على العلاقة بين السلطة الإقليمية، ومجلس بلدية بركان، يتجه في إطار المزيد من التصعيد، فبعد الاستقالة الجماعية التي تقدم بها المستشارون احتجاجا على قرار العامل تفويت أكثر من 50 هكتارا من أراضي الدولة،أتبعوها بوقفة احتجاجية أمام مقر البلدية تطالب برحيله، خرجت في الاتجاه المعاكس عدة وقفات احتجاجية ضد الجماعة يقول مستشارون بمجلس مدينة البرتقال أنها بإيعاز من السلطات. آخر هذه الوقفات التي نظمت أمام بلدية بركان، تلك التي قادتها جمعية "حوض ملوية لمربي وبائعي الماشية" الجمعة الماضي، حيث حضر المربون والباعة مصحوبين بماشيتهم للاحتجاج على ما يقولون عنه "مشاكل" عديدة يعانون منها، بالسوق الذي يبيعون فيه ماشيتهم بمدينة بركان. غير أن وقفة الجمعية أثارت جدلا واسعا بالمدينة، ودفعت بثلاثة نقابات تمثل الموظفين بالجماعة إلى الاحتجاج على استقدام البهائم بالإضراب عن العمل اليوم الاربعاء، حيث أكدت نقابة الموظفين التابعة للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين، والاتحاد الوطني للشغل، أن قائد تلك الاحتجاجات في إشارة إلى رئيس الجمعية "دأب على فعل هذه الممارسات، فقد سبق له أن تهجم على موظفي مصلحة الشرطة الإدارية بجماعة بركان، متهما إياهم بالفساد والرشوة". النقابات الثلاثة كشفت في بيان توصل "اليوم24″ بنسخة منه اليوم الأربعاء 24 شتنبر، أن السلطة العمومية لم تقدم على أي تدخل "كأن بلدية بركان ليست بإدارة عمومية، يجب حماية وتسهيل ولوج الموظفين والمواطنين إليها، بل اكتفت بالتفرج وحماية مدخل الباشوية فقط"، يضيف البيان قبل أن يدين "أية عملية لتصفية الحسابات السياسية على حساب كرامة الموظف"، مشيرا إلى أن أسلوب الاحتجاج "مستفز ومهين للموظف الجماعي داخل مقر العمل"، أكثر من ذلك كشفت النقابات المذكورة أن هناك "تواطؤ مكشوف للسلطة مع منفذي الوقفة". في السياق نفسه، نفى محمد برحيلي رئيس الجمعية أن تكون الوقفة المذكورة موجهة لاستفزاز الموظفين والعاملين بالجماعة "نحن نظمنا وقفتنا بأسلوب مبتكر حتى ننبه الرئيس إلى واقع السوق الذي نمارس فيه نشاطنا"، يؤكد برحيلي في تصريح ل"اليوم24″، قبل أن يضيف: "احتجاجاتنا ليست وليدة اليوم، نحن نطالب بتحسين الإنارة وتوفير النظافة وتوسيع الأبواب منذ سنتين،وحين لم نجد الآذان الصاغية جئنا بماشيتنا لنحتج معها على هذا الواقع". نفس المصدر نفى أن يكون مدفوعا من أية جهة، مشيرا إلى أن الذي دفعهم إلى الاحتجاج هو رغبتهم في تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة لا غير.