"معنوياتي مرتفعة جدا"، كان هذا أول تعليق لمعاذ بلغوات ساعات بعد خروجه من سجن عين البرجة بالدار البيضاء صباح اليوم، بعد قضائه لعقوبة حبسية ناهزت الأربعة أشهر. وبدا مغني الراب المثير للجدل بلغوات الملقب ب"الحاقد" فرحا بمعانقته الحرية، إلى أن فرحته بقيت مقيدة في انتظار صدور حكم الاستئناف. وعاد الحاقد لتفاصيل أيام السجن، في تصريح حصري خص به "اليوم24″ قائلا إن أعين الحراس كانت تطوقه ليل نهار، مضيفا أن إدارة السجن وضعت حراس يداومون على حراسته طيلة 24 ساعة. وزاد " كنت أيضا أفتش كل يوم، و كانت بعض الأغراض تؤخذ مني هكذا دون سبب". وعلى الرغم من هذه المعاناة، إلا أن بلغوات يؤكد بأن أيامه في السجن لم تكن نمطية أبدا، حيث أقام علاقات صداقة مع بعض السجناء، ووجد بعضهم يردد كلمات لأغانيه، فيما تعاطف معه آخرون لا يعرفون عنه شيئا حينما سمعوا بقصة سجنه. وزاد الحاقد قائلا "ملئت أوقات فراغي بقراءة بعض الكتب، ودونت كلمات لأغاني جديدة وكلي حماس لتسجيلها، كما كنت أداوم على ممارسة الرياضة"، مضيفا "إحساسي بالحرية اليوم جعلني مندفع جدا وكلي رغبة في معانقة العائلة والأصدقاء، ورغبتي كبيرة أيضا في التخلص من جميع الضغوط التي عشتها طيلة الأربعة أشهر ظلما وعدوانا، في أغاني جديدة ". وسيمثل الحاقد في 13 أكتوبر المقبل أمام محكمة الاستئناف من جديد، وأوضح أن رغبته في الاستئناف القصد منها هو تخفيف الحكم، إلا أن خروجه قبل قرار القاضي جعله في تأهب لاستقبال أية مفاجئة. وقال في هذا الصدد "أضع إمكانية عودتي للسجن مرة أخرى، إلا إنني تواصلت مع المحاميين وأكدوا أنني أتوفر على جميع الضمانات التي تخول لمحكمة الاستئناف أن تؤيد إطلاق سراحي، رغم أن القضية معقدة نوعا ما". وكان الحاقد قد اعتقل في الثامن عشر من ماي الماضي أمام المركب الرياضي محمد الخامس أثناء استعداده للدخول من اجل مشاهدة مباراة المغرب التطواني والرجاء البيضاوي، ووجهت له آنذاك تهمة المتاجرة في التذاكر بالسوق السوداء، والسكر العلني، والاعتداء على رجال شرطة، وأدانته المحكمة إثرها بأربعة أشهر نافذة وغرامة مالية قدرها 500 درهم، فضلا عن تعويض 15000 درهم للمطالبين بالحق المدني. وسبق للحاقد أن اعتقل قبل ذلك، وقضى عقوبتين بالسجن النافذ، ولقيت إدانته حينها، باعتباره أحد نشطاء حركة 20 فبراير الاحتجاجية و"مغني الحركة"، تنديدا كبيرا من طرف المنظمات الحقوقية، ومن بينها منظمة "هيومن رايتس ووتش" والجمعية المغربية لحقوق الإنسان و"ترانسبارنسي" التي منحته جائزة النزاهة لسنة 2012. جدير بالذكر أن معاذ بلغوات أنتج أغاني ثورية ذاع صيتها بين الشباب الثائر، وصارت شعارات يرددها المحتجون في مسيراتهم الغاضبة.