بسرعة انتشر الخبر كالنار في الهشيم واستغله الخصوم للنيل من المغرب والترويج لمقترح مختلق يقضي بترحيل سكان غزة الى المغرب. فمن يكون المصدر الأول لهذا المقترح وكيف تم ترويجه؟ ظهر هذا الخبر الزائف في سياق إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اقتراحه علانية على مصر والأردن استقبال سكان غزة حيث لم يذكر المغرب في تصريحه. بالنسبة له فإن الوضع في غزة المدمرة من طرف الجيش الإسرائيلي لم تعد صالحة للعيش والتالي يمكن إعادة بنائها، لتصبح « ريفيرا الشرق الاوسط »، لتكون موطنا لكل أجناس العالم، حسب قوله. وريفيرا هي عبارة إيطالية تعني السواحل الجميلة ذات المناخ المعتدل والطبيعة الجذابة. وبما أن الأردن ومصر رفضتا العرض لأنه ليس فقط بمثابة تطهير عرقي إنما أيضا لأنه يمس الأمن القومي للبلدين، فقد لجأ مسؤولون إسرائيليون إلى إطلاق مقترحات أخرى لخلط الأوراق، لدرجة ان نتنياهو أقترح نقل الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعوديه وهو ما رفضته المملكة بشدة. وبخصوص المغرب فإن أول من ذكر اسم المغرب كوجهة مقترحة للفلسطنيين في غزة هو الديبلوماسي، إسرائيل بشار، القنصل الإسرائيلي في جنوب غرب الباسيفيك في أمريكا والذي استضافته قناة CBN News الأمريكية لمناقشة مقترحات ترحيل الفلسطينيين فأطلق العنان لخياله قائلا أن هناك وجهات أخرى مرشحة وهي المغرب والصومال. ورددت وسائل إعلام إسرائيلية ما هذه المقترحات الخيالية والتقط ذلك من يحبون الاصطاد في الماء العكر، لاستهداف المغرب. وقد اضطر الدبلوماسي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى التراجع عن تصريحاته، وكتب تدوينة قال فيها « ملاحظاتي عن المغرب لم تكن صحيحة » ( انظر التدوينة). ياتي ذلك في وقت لم يصدر اي تصريح لترامب ولا لأي مسؤول أمريكي بشأن مقترح مزعوم لنقل سكان غزة إلى المغرب كما أن الخارجية المغربية تفادت الرد على الإشاعات. وقد رد ناصر بوريطة وزير الخارجيه على سؤال صحافي في ردهة احد اللقاءات بأنه لا يوجد أي تصريح رسمي للخارجية الإسرائيلية أو الأمريكية بشأن هذا المقترح وبالتالي لا داعي للرد على مواقف الصحافة. وبغض النظر عن خلفيات طرح مقترح غير واقعي ومستفز، ومرفوض يتعلق بترحيل سكان غزة، فقد تبين أن فكرة ترحيلهم الى المغرب كانت مختلقة من الأساس.. وكما يقال فإن حبل الكذب قصير.