انتقل إلى عفو الله صبيحة اليوم السبت 17 رجب 1446 الموافق 18 يناير2025 بمدينة الرباط، شيخ قراء المغرب الفقيه الطيب كحل العيون، عن عمر ناهز 94 عاما. وكان رحمه الله من أول القراء الذين ذاع صيتهم بالمغرب في بداية عقد الأربعينات، حيث أسِر صوتُه الشجي المغاربة بترتيله للقرآن الكريم بالطريقة المغربية الأصيلة. لقد تعرف الكثير من المغاربة خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي، على الحاج الطيب كحل العيون، الذي ولد بمراكش سنة 1931، واستمتعوا بصوته العذب، عبر أثير إذاعة دار سي سعيد بمراكش، التي كانت تبث ترتيله للقرآن الكريم. برز تعلُّق الطيب كحل العيون بالقرآن الكريم منذ طفولته، إذ حفظه كاملا وعمره دون الثانية عشرة. وفي ربيعه السادس عشر، اختاره الشيخ محمد بلحسن لإمامة التراويح بمسجد ابن يوسف الشهير بمراكش، كما تلا القرآن أمام الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله ، في حفل مهيب بقبيلة أحمر ناحية أسفي. درس الراحل بجامعة ابن يوسف بمراكش، وسافر إلى القاهرة حيث تابع دراسته بكلية دار العلوم، كما حصل على شهادة عليا من دار الحديث الحسنية في علوم القرآن والسنة النبوية، ومارس التدريس في ثانوية محمد الخمس بمراكش، وكان عضوا في لجان تحكيم حفظ القرآن الكريم وتجويده، داخل المغرب وخارجه. . كما أن المغفور له الحسن الثاني رحمه الله، عينه لتحفيظ القرآن الكريم لصاحبات السمو الأميرات وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد مع تدريس المواد الإسلامية. والطيب كحل العيون، عالم بامتياز وهو ذلك الإنسان الذي تربى على أخلاق القرآن وتربيته، وبالقرآن وخدمته نال الفقيد الذكر الحسن. ستشيع جنازة الفقيد الغالي رحمه الله، من منزله بحي ابن سينا، أمام محطة القطار القديمة بأكدال. وستؤدى صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر، عقب صلاة عصر يومه في مسجد الشهداء. رحم الله الفقيد شيخ القراء في العالم الإسلامي، الشيخ الطيب كحل العيون وغفر له وجزاه أحسن الجزاء عن خدمته للقرآن الكريم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
نبذة عن سيرة الراحل الحاج الطيب كحل العيون رحمه الله: -الحاج الطيب بن الطيب كحل العيون، ازداد بمدينة مراكش سنة 1931م. -حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. -في سن السادسة عشرة اختاره شيخ الجماعة العلامة الفقيه سيدي محمد بن الحسن لإمامة التراويح بمسجد ابن يوسف الشهير بمراكش لحفظه المتقن لكتاب الله وبراعته في التجويد، وعذوبة صوته، وتمكنه من الانغام والسلالم الموسيقية. – لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره عندما أم صلاة التراويح بالمغفور له محمد الخامس رحمه الله – من أول المقرئين الذين استمع الشعب المغربي لصوته عبر الأثير من خلال إذاعة « دار سي سعيد » بمراكش في الأربعينات. – تابع دارسته بجامعة ابن يوسف بمراكش، وبسبب نشاطه الاستقلالي وعدم تحمله مضايقة الاستعمار وأذنابه، هاجر إلى القاهرة لمتابعة دراسته. – حصل على شهادة عليا من دار الحديث الحسنية في علوم القرآن والسنة النبوية ومارس مهنة التعليم طيلة حياته. -بعد الاستقلال عاد إلى الوطن بعد تخرجه من دار العلوم بجامعة القاهرة. – عينه المغفور له الحسن الثاني رحمه الله أستاذا بالمدرسة المولوية لتدريس أصحاب السمو الملكي الأميرات، والأمير مولاي رشيد مادة التربية الإسلامية وقواعد اللغة العربية. شارك في لجان تحكيم خارج الوطن لتلاوة وحفظ القرآن الكريم وتجويده كما أطر دروسا دينية رمضانية بأوروبا للجالية المغربية لسنوات عديدة، وانخرط أيضا في عدة جمعيات ثقافية وفكرية.