تبرأ عبد القادر الكيحل، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، من أن يكون منظمو المسيرة قد عمدوا إلى استقدام الحمير للمسيرة التي دعت إليها الشبيبة الاستقلالية يوم الأحد الماضي، مؤكدا في حواره مع "اليوم 24" أنه تفاجأ شخصيا بهذه "المبادرة الفردية" لبعض الشباب . * خلقت مسألة توظيف الحمير في المسيرة التي نظمتموها جدلا واسعا وانتقادات كثيرة، ما تعليقكم على ذلك؟ مشاركة حيوانات هي مبادرة من بعض الشباب القادمين من بعض المناطق القروية، وهذا تعبيرهم عن أن الزيادة في اسعار المحروقات ستضطر المغاربة إلى العودة إلى استخدام وسائل النقل التقليدية، وكذلك عن انعكاس زيادة الأسعار على الجانب المتعلق بالأعلاف بشكل عام. من جهة أخرى المسيرات هي مجال مبادرات وإبداعات، حيث كل شخص يعبر عن مواقفه حسب طريقته، أما لغة الحيوانات فمعروف من أدخلها إلى الساحة والقاموس السياسي . لكن هذا تعبير على أن الزيادات المتتالية لا يمكن إلا أن تؤدي إلى تراجع في القدرة الشرائية وفي مجموعة من المكتسبات. * يعني تقول أن استخدام الحمير جاء بمبادرة فردية من المتظاهرين وليس من منظمي المسيرة؟ أنا شخصيا لم ألحظ وجودهم إلا في منتصف المسيرة، حيث أخبرني أحد الإخوان بوجودهم .و هي مبادرة لا تدخل في إطار تنظيم وتأطير المسيرة. * قلت أن إشراك الحمير الهدف منه هو الترميز للغلاء، لكن تم إلباس الحمير ربطات عنق وكتب عليها عبارات يفهم منها بوضوح لمن ترمز... أكرر أنها مبادرات فردية، أما ما يعبر بشكل رسمي عنا كمنظمين هو اللافتات. فنحن نكرم الإنسان ولا يمكن أن نشبه أي إنسان لا بحمار ولا بتمساح ولا بجن، لأن هذا نوع من الإساءة إلى الكرامة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان. والمسيرة عرفت مشاركة فئات متعددة لذلك من الصعب تراقب كل ما كتبه أو وضعه أشخاص خلالها. * بماذا تردون إذن على منتقدي هذه الخطوة التي نسبت إليكم كحزب؟ هذا موضوع فيه إزاحة للنقاش عن القضايا الجوهرية. تعليق الأخرين لا يهمنا ما يهم هو مشاركة فئات واسعة من الشباب ومن المناضلين من جهتي الرباط والغرب شراردة، بالإضافة إلى مجموعة من الوقفات على المستوى الوطني التي وصلت ل500 ألف مشارك. أما أن نحيد بالنقاش عن الحكومة والقضايا الأساسية لمناقشة التماسيح والعفاريت والثعابين والعقارب، فهذا ليس المراد من المسيرة التي نظمت لسبب أساسي ومركزي هو قرارات الحكومة اللاشعبية واللاوطنية. * تضاربت تقديرات أعداد المشاركين في المسيرة، لكن تبقى في حدود "بضعة " آلاف لا تصل إلى مستوى توقعاتكم للمشاركين، ما سبب ذلك؟ مسيرة الرباط هي تمثل جهتين فقط، جهة الرباط ونواحيها وجهة الغرب، وتقدير الأرقام ب4000 و 5000 مشارك هي حسابات مغلوطة، لأن المشاركين في المهرجان الوطني للشباب والطلبة يصل عددهم إلى 4300 مشارك كلهم كانوا في المسيرة ،إضافة إلى المشاركين من مدينة الرباط والمحمدية ومن حضروا بالحافلات أي ما يصل عددهم رسميا إلى14 ألف مشارك. وعمليا نحن لا يهمنا ما يصرح به الآخرون، ما يهمنا هو مدى تجاوب المناضلين والمشاركين فيها، فالمسيرة عرفت مشاركة أزيد من 30 ألفا. وكانت مسيرة ناجحة بكل المقاييس. * كيف تقيمون أصداء المسيرة؟ أصداء المسيرة هي إيجابية، وماهي إلا بداية لسلسة من الأشكال النضالية التي سنخوضها في مواقع وبأشكال مختلفة، سنعلن عن كل خطوة منها في وقتها.