طالبت هيومان رايتس ووتش السلطات الإسبانيا بوقف الترحيل التعسفي للمهاجرين من مدينة مليلية، والتحقيق في مبررات عناصرها الأمنية لاستعمال العنف ضد هؤلاء، معتبرة انه من "حق إسبانيا المشروع في حماية الأراضي الخاضعة لنفوذها لا يعني إعطاءها الضوء الأخضر للاعتداء على المهاجرين". وفي هذا الصدد، طالب بنجامين وارد، المدير المساعد لفرع أوروبا وآسيا الوسطى لهيومان رايتس ووتش، السلطات المركزية الإسبانية والسلطات المحلية بمدينة مليلية المحتلة بوقف حملات صد المهاجرين التي وصفها ب"غير الشرعية" ، واتخاذ الإجراءات الأمنية اتجاه أي عنصر من عناصر الحرس المدني الإسباني الذين يستعملون القوة المفرطة اتجاه المهاجرين غير الشرعيين. توجيه المنظمة الحقوقية لمطالبها هذه للسلطات الإسبانية، يأتي بعد أيام من محاولة ما يزيد عن 1300 مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء تسلق السياج الذي يفصل بين مليلية المحتلة والمدن المغربية يومي 12 و 13 من الشهر الجاري، وهي الحادثة التي تم استعمال العنف فيها، حسب ما أثبت شريط فيديو قام بتصويره أحد الصحفيين، يظهر عناصر من الحرس المدني الإسباني بالزي الرسمي ينهالون بالضرب على المهاجرين بواسطة هراوات أثناء محاولتهم تسلق السياج. هذا وقد عبرت "هيومان رايتس ووتش" عن خشيتها من كون "إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى المغرب دون اتباع المساطر القانونية التي تنظم ذلك قد يعرض حياتهم للخطر" حسب ما أكد وارد، مطالبا إسبانيا بوقف حملات الترحيل هذه "دون تأخير". المنظمة الدولية رفضت في نفس الوقت التبريرات التي تقدمها السلطات الإسبانية لعمليات الترحيل هذه بناء على القانون الإسباني الذي ينص على ضرورة طرد أي مهاجر حاول اختراق الحدود الإسبانية دون إذن من الشرطة الإسبانية، واتباعالمساطر القانونية للتواجد على الأراضي الخاضعة للنفوذ الإسباني، حيث شددت المنظمة على ضرورة تمكين هؤلاء المهاجرين من المساعدة القانونية اللازمة قبل اتخاذ هكذا إجراءات للسماح لهم بطلب الحماية الدولية. إلى ذلك شددت "هيومان رايتس ووتش "على ضرورة ضمان المعاملة الإنسانية للمهاجرين من طرف السلطات الإسبانية، وذلك بناء على القانون الدولي والقانونالأروبي اللذان يلزمان كذلك بعدم إعادة مهاجرين أو لاجئين إلى مكان" يمكن أن يلقوا فيه معاملة سيئة.