بلغت أسعار الشقق هذه السنة بمدينة السعيدية مستويات قياسية حيث ارتفعت بشكل صاروخي مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، "لم نكن نتوقع هذه الأثمنة الخيالية، لكن لم نجد من بد سوى الكراء وقضاء بعض أيام العطلة هنا" تقول سيدة قادمة من مدينة فاس، قبل أن تضيف إحدى بناتها "لأول مرة نزور السعيدية، وشجعتنا الطريق السيار الرابطة بين وجدةوفاس لكن أثمنة الكراء غير مناسبة حتى بالنسبة للطبقة المتوسطة فما بالك بالموظفين البسطاء". وفق الآراء التي استقتها "اليوم24" من الوسطاء الذين يجوبون شوارع المدينة مبرزين مفاتيح المنازل التي يتوسطون بشأنها، فإن ثمن الكراء خلال هذه الفترة تتراوح ما بين 400 و 1000 درهم بمدينة السعيدية ويرتفع الثمن بشكل صاروخي بالمنازل والفيلات الواقعة بالقرب من المحطة السياحية، إذ تصل الأثمنة إلى 2000 درهم لليلة. مبالغ يؤكد عبد المالك صفراوي رئيس لجنة السياحة بمجلس الجهة أنها لن تساهم إلا في تكريس النفور من هذه المدينة إلى مدن أخرى، وتحويل السعيدية في نهاية المطاف إلى "مدينة للسباحة فقط"، وهذا أمر يقول نفس المتحدث أنه رصده هذه السنة بشكل قوي، حيث أن العديد من المواطنين قرروا كراء منازل في مناطق بعيدة عن السعيدية كوجدة وأحفير وبركان لتفادي الأسعار الملتهبة ومن ثمة يقصدون المدينة لممارسة هواياتهم البحرية وكفى! صفراوي يؤكد بأن الفوضى التي يعرفها المجال سبب أخر من بقاء المدينة مدينة ذات نشاط صيفي فقط، فالمواطنون الذين يقصدون المدينة على العموم من الطبقة المتوسطة وما دون ذلك ومن العمال العاملين بالخارج، وبالتالي فالأثمنة الخيالية لن تساهم إلا في تغيير الوجهة. الأسعار الملتهبة هذه السنة لها علاقة أيضا وفق نفس المصدر بإغلاق إحدى أهم الوحدات الفندقية المصنفة في خانة 5 نجوم، بسبب خلاف بين الجهة التي تمتلك الفندق والجهة التي عهد إليها تسييره، مع العلم أن الوحدة الفندقية المذكورة كانت لوحدها تستوعب 1300 سرير، ووفق مصدر مطلع بمديرية السياحة بمدينة وجدة فإن كل المحاولات التي بذلت في هذا الشأن ليفتح الفندق أبوابه هذا الموسم في وجه الزوار والسياح باءت بالفشل بسب تشبث كل طرف بموقفه فمن جهة الشركة تطالب المالكين بمزيد من الاستثمارات لتطوير الأداء ومن جهة المالكون يرفضون الاقتراح.