أعلن في العاصمة نواكشوط عن وفاة العلامة الموريتاني، الدكتور محمد المختار ولد اباه عن عمر 97 عاما. ويعد الراحل محمد المختار ولد أباه، من الشخصيات التي جمعتها بالمغرب علاقات علمية وسياسية وطيدة، كما وصف بأنه كان من أشد المدافعين عن مغربية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة. الراحل أكمل جزءا من دراسته الجامعية بالمغرب، وتم تعيينه مديرا للإذاعة والتلفزة المغربية في يونيو 1960، وتكليفه أيضا بمهمة في الديوان الملكي، والتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتدريس في دار الحديث الحسنية. وكانت له أنشطة أخرى في نوادي الرباط العلمية، ومنها نادي الجراري الثقافي، ونادي الصقلي الأدبي، والمجلس الشرقاوي، علاوة عن انضمامه إلى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ورئاسة فرعها في نواكشوط في العقد الثاني من الألفية الثالثة. وقد كشف في مؤلفه "رحلة مع الحياة" الصادر عن المركز الثقافي للكتاب، فصولا مثيرة من العلاقة المتميزة التي جمعته بالمغرب، و بملوكه وزعمائه وعلماءه. واستحضر في كتابه بكل افتخار، محطات خالدة طبعت مشواره العلمي في المغرب. وكان الراحل ولد باه، قد تحدث عن أبرز محطات حياته في مؤلفه ، منها مشاركته في أول حكومة موريتانية مع الرئيس الراحل المختار ولد داده، ومقامه سنوات عديدة في المغرب مع الراحل الأمير فال ولد عمير، وزعماء مناضلين آخرين، للعمل السياسي، وظروف اعتقاله بعد عودته إلى موريتانيا بسبب مواقفه خلال تلك الفترة، ومشاركته في إصلاح منظومة التعليم الموريتانية، وتجربته في البرلمان الموريتاني، وعمله في منظمة اليونسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ورئاسته للجامعة الإسلامية في النيجر، وعضويته في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وفي مؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا إلى غاية إنشاء جامعة شنقيط المعاصرة، الذي يعتبره تتويجا لهذا المسار الوظيفي والأكاديمي والعلمي. وهو المؤلف ذاته الذي تحدث فيه عن علاقته بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني وبعدد من الشخصيات البارزة من وزراء وزعماء سياسيين ومفكرين وعلماء وفقهاء. كما تحدث الراحل محمد المختار ولد أباه، في كتابه "رحلة مع الحياة"، عن قضية الصحراء وموقفه المؤيد للوحدة الترابية للمغرب. الراحل بدأ يمارس نشاطه السياسي في إطار حزب النهضة المناهض للاستعمار الفرنسي في موريتانيا، كما تم تعيبنه في أول حكومة موريتانية سنة 1957 حيث شغل منصب وزير الصحة ثم التعليم. وأدى الخلاف الذي نشب بين جناحه السياسي وجناح رئيس الحكومة آنذاك المختار ولد داداه بشأن التعامل مع السلطات الفرنسية، إلى مغادرة البلاد إلى المغرب حيث شغل عدة مناصب مهمة.