وقالت إن "القوى الإقليمية متمثلة في السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وكذلك مصر سحبت سفراءها من قطر للاحتجاج على دعم قطر للإخوان المسلمين ولسياساتها في سوريا". وأشارت الصحيفة للقرار الذي أصدرته السعودية باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وهو ما يؤكد على انحياز السعودية لجانب الحكومة العسكرية في مصر ضد الإخوان المسلمين . و تقول الصحيفة إن قطر استضافت خلال الأشهر الثمانية الماضية عددا من الإسلاميين المنفيين وسمحت لهم باستخدام فضائية "الجزيرة" منبرا يعارضون من خلاله الحكومة المصرية مما أغاظ مصر وحلفاءها في الخليج. وكانت مصر قد استدعت الدبلوماسيين القطريين عدة مرات للاحتجاج على انتقاد الانقلاب العسكري والمطالبة بتسليم العالم الإسلامي المشهور يوسف القرضاوي الذي ينظر إليه كقائد روحي للإخوان المسلمين. وانتقد القرضاوي بشدة من مقره في الدوحة النظام العسكري الجديد في مصر ومؤيديه في السعودية والإمارات. وهاجم القرضاوي خلال خطبة الجمعة قبل أسابيع قليلة الإمارات العربية المتحدة واتهمها بأنها "تحارب كل ما هو إسلامي ". ويقول المحللون بأن هذه الخطبة ساهمت في قرار الإمارت بسحب سفيرها من قطر الأربعاء الماضي. وتؤكد هذه الخلافات داخل مجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول مدى عمق الاختلاف بينها حول أنظمة الحكم في المنطقة بعد ثلاث سنوات من موجة الانتفاضات التي أطاحت أو كادت تطيح بعدد من الدكتاتوريين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على ما تقول الصحيفة. وتنقل عن ميشيل وحيد حنا، الخبير في الشرق الأوسط والزميل في مركز أبحاث (سنتشاري فاونديشن) في واشنطن قوله: "أظن أنه من الواضح أن دول الخليج منقسمة جدا"، وأضاف أن الانقسام أكبر من كونه خلافا على سياسية واحدة. ويضيف أن " الخلافات حول السياسات الإقليمية بالنسبة للسعوديين والإماراتيين تمتزج مع التهديدات الأمنية الداخلية". ويعلق أندرو هاموند الخبير في شؤون الخليج في المجلس الأوروبي للسياسات الخارجية عن الإخوان المسلمين والجماعات المتفرعة عنهم والذين أصبحوا هدفا للسعودية "تمثل هذه المجموعات في معظم أنحاء المنطقة وخاصة في السعودية والإمارات المحافظتين طريقا وسطا". وأضاف أن الإخوان يمثلون "نموذجا إسلاميا يتعامل بمرجعية إسلامية ويتحدثون عن الإنتخابات" وتشكل شعبيتهم وقابليتهم لإلهام الآخرين خطرا مباشرا على هياكل السلطة الموجودة في كل دول الخليج والتي تحكمها عائلات قوية. وتقول "واشنطن بوست" إن قطر خطت لنفسها طريقا مختلفا عن جيراناتها. ويعزو المحللون هذا جزئيا لرغبتها في ترك بصمتها على الخريطة وأيضا لأنها راهنت على أن الإسلاميين سيكونون هم الرابحين بعد الربيع العربي. وخلال فترة حكمة البسيطة وثق مرسي، أول رئيس مصري منتخب، علاقاته مع قطر التي قدمت 7.5 مليار دولار من الدعم لمصر. ولكن مرسي لم يجد الدعم من حلفاء مصر التقليديين متمثلين في السعودية والإمارات اللتين يحكمان بالوراثة والمتخوفتين من الإسلاميين. ويقول المحللون بأن السعودية والإمارات – الحليفتين للنظام الدكتاتوري لحسني مبارك والمدعوم من العسكر والذي خلع قبل ثلاث سنوات – سعتا لإضعاف حكومة مرسي. يقول حنا: "كانت سياسة السعودية والإمارات تجاه مصر متلخصة في رغبتهما في فشل الإخوان." و تواصل الصحيفة قائلة إن مليارات الدولارات تدفقت من السعودية والإمارات والكويت بعد أن أطاح الجيش المصري بالحركة وسجن الآلاف. ولكن قطر – وبالذات من خلال قناة الجزيرة – بدت وكأنها تزيد من دعمها للإخوان. واتهمت السلطات المصرية ثلاثة صحفيين من الجزيرة الإنجليزية بالإضافة إلى 17 آخرين بالانتماء أو التعاون مع مجموعة إرهابية – الإخوان المسلمين. ورفضت الجزيرة تلك الاتهامات التي لا تقوم على أدلة واعتبرت أنها جاءت بدوافع سياسية. ويعتبر المحللون أن القضية ومعاملة الثلاثة صحفيين عبارة عن عقاب لقطر لمخالفتها مجلس التعاون ورفضها الرجوع عن موقفها. وبحسب الصحيفة فإن السعودية ودولا خليجية أخرى سعت منذ نوفمبر لإقناع قطر بكبح جماح الجزيرة ومنعها من "دعم" بعض الجهاديين في سوريا وإغلاق بعض مراكز الدراسات. وشكل رفض قطر للإنحناء وتحدي شيخ إخواني لحكومات خليجية من الدوحة القشة التي قصمت ظهر الجمل بحسب المحللين.