وحسب مصادرنا، فإن الأب الذي ظل يشتغل سائقا ليليا لسيارة أجرة، أحكم إغلاق الشقة السكنية الموجودة بالطابق الرابع في العمارة رقم jh17 بحي المستقبل، وفتح قارورة غاز بالمطبخ قبل أن يفجر الشقة متسببا في وفاته وطفلتيه البالغتين من العمر 4 و6 سنوات. وتزامن التفجير مع صلاة الجمعة، حيث كان الأب قد قام في الصباح بقيادة سيارة يمكلها باتجاه حي المسجد بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان مسلما مفتاحها لبقال ملتمسا منه أن يعطيه لوالدته. وأثناء عودته إلى المنزل، اتصل الأب بالزوجة هاتفيا وقال لها بأنها لن ترى بناتها أبدا قبل أن يقفل الخط. ورغم انتقال الزوجة، التي تعمل في إحدى شركات التأمين بشارع الحسن الثاني على وجه السرعة، إلى منزل الأسرة من أجل الاطمئنان على بناتها، فإنها وجدت باب الشقة محكم الإغلاق لتستنجد بالجيران من أجل فتحه بالقوة. ورغم الطرقات المتكررة ومحاولة الجيران إقناع الأب بالتراجع عن قراره وفتح باب الشقة، فإنه ظل مصمما على تنفيذ وعيده ليسمع دوي انفجار داخل الشقة وتتناثر شظايا زجاج النوافذ في الشارع. وبحسب شهود عيان، فإن رجال الوقاية المدنية الذين حلوا بموقع الحادث، نقلوا طفلا قاصرا كان يلعب في الشارع حيث أصيب بحروج في الرأس بعد تناثر زجاج نوافذ الشقة، لينسحبوا إلى حال سبيلهم معتقدين أن الأمر يتعلق فقط، بمحاولة انتحار الطفل القاصر. وبعد مرور نصف ساعة على الحادث، عاد رجال الوقاية المدنية من جديد إلى موقع الحادث بعد أن ربط رجال الشرطة بهم الاتصال لنقل جثامين الضحايا. وأفادت والدة سائق الطاكسي المنتحر للمحققين بأن ابنها كان على خلاف مع زوجته وأنه شخص متدين مواظب على أداء الصلوات ولا يمكنه أن ينتحر، في حين أوضحت الزوجة بأن شريك حياتها كان يعمل سائق طاكسي ليلا قبل أن يفقد وظيفته ويصبح مدمنا على شرب الخمر ويقوم بتعنيفها وبناتها باستمرار. في حين أجمعت شهادات الجيران على أن المعني بالأمر كان دمث الأخلاق وكتوما ولم يسبق له أن دخل في أي نزاع مع الجيران منذ أن استقر به المقام في الشقة الموجودة بالطابق الرابع. ومازالت عناصر الشرطة القضائية لأمن عين الشق تقوم بالتحريات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الأب إلى قتل طفلتيه.