وأبلغت مصادر « اليوم24» بأن غرف تبريد المعمل بالصيغة الكيمائية (ن – هاء 3) تسرب غازها، ما اضطر سكان حي الوحدة إلى مغادرة بيوتهم وتنظيم مسيرة احتجاجية ليلية بشوارع المنطقة للتنديد بالحادث البيئي. وأوضح محمد أوتحيونت، رئيس جمعية «البيئة والتنمية أنزا»، أنه تمت معاينة الأضرار التي خلفها تسرب الغاز داخل المعمل، مضيفا ل«أخبار اليوم» أن المعمل لا يتوفر على وسائل تقنية وقائية، ولا يتوفر على تقنيين مختصين مداومين ليلا، وهو ما اضطر مستخدم المعمل الوحيد العامل بالمعمل ليلا إلى استعمال خراطيم المياه، وقد حاول عدد من المحتجين اقتحام المعمل غير أن أبوابه الحديدية كانت موصدة، حسب رواية رئيس الجمعية البيئية. هذا التسرب، حسب أوتحيونت، تسبب في اختناق في التنفس وحالة غثيان للمستخدم، حيث نقل إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، فيما حضر خبراء من لجنة البيئة صباح أمس الخميس إلى جانب طبيبة المصالح البلدية للجماعة الحضرية لأكادير. ويتخوف السكان من تنامي الظاهرة، خاصة أن معامل التصبير والزيوت والأسماك تحيط بأكبر الأحياء السكنية لأنزا (حي الوحدة وحي الأمل)، ومن مضاعفاتها على صحة السكان، بالإضافة إلى بالوعات الصرف الصحي التي تنفث فيها معامل أنزا سمومها التي تلفظ في مياه البحر المجاورة للحيين السكنيين. من جهتها، أوضحت الدكتورة بشرى نجيب، المسؤولة عن القسم الصحي ببلدية أكادير، أن «المصالح البيطرية انتقلت إلى عين المكان وأخذت عينات من غاز الأمونياك قصد إجراء تحليل مخبري عليه». وأضافت، في اتصال هاتفي ب«أخبار اليوم»، أن النتائج ستكشف مدى صلاحية الغاز وتأثيراته ومكوناته وضرره، مطمئنة في الآن نفسه السكان إلى عدم وجود ضرر مادام مستخدمو المعمل لم يباشروا إجراءات التحضير. وكانت المنطقة قد شهدت حادثا مماثلا أدى إلى وفاة سيدتين لا يتعدى عمراهما ال36 سنة في معمل مجاور قبل نحو شهرين على خلفية تسرب غازات سامة من المعمل الذي كانتا تشتغلان فيه. الجدير بالذكر أن هناك دراسات بيئية عديدة ثم إنجازها في منطقة أنزا المتاخمة لميناء أكادير لم يتم الكشف عنها، والتي أنجزت في بدايات 2002 حول التلوث البيئي لمعمل الإسمنت وأثره في الحالة الصحية للأطفال المتمدرسين.