يشكو المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني ضغطا كبيرا لكونه يستقبل كل الحالات القادمة من المستشفيات الإقليمية بالجهة، إضافة إلى حالات مستعصية وخطيرة من الجهات الجنوبية، ما يشكل ضغطا إضافيا يتجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفى في بعض المصالح، كمصلحة طب الأطفال ومصلحة الولادة والمستعجلات، كما يقدم الخدمات الطبية لسكان الجهة الذين يقدر عددهم بحوالي 4 ملايين نسمة، ويتوفر على معظم التخصصات الطبية، ماعدا جراحة القلب والشرايين. وأوضح مصدر مأذون عن المركز الاستشفائي الحسن الثاني بأكادير، في إفادات ل«اليوم 24»، أن «محدودية الموارد البشرية والمادية بهذا المرفق تجعله لا يلبي كل الحاجيات على الرغم من كونه استفاد من برنامج إعادة التأهيل سنة 2006 وعدد غير يسير من التجهيزات الطبية، التي تحتاج إلى صيانة، وموارد بشرية لتشغيلها، في ظل عدم توفر الجهة على مراكز استشفائية، وضعف الإمكانيات والميزانية المرصودة له، والخصاص في الأطر الطبية وشبه الطبية». وبخصوص الموارد البشرية، سجل المصدر نفسه أن المركز الاستشفائي «يتوفر فقط على 318 ممرضا في مختلف التخصصات، و123 طبيبا، لكن هناك مجهودات تبذل من طرف كل المتدخلين لاحتواء مشكل الخصاص في الموارد البشرية؛ وهو مشكل وطني تعانيه معظم المستشفيات الوطنية»، حسب تعبيره. أما بخصوص نظام المواعيد المعمول به، وهو نظام معمول به على المستوى الوطني بل حتى الدولي ومتوسط معدلات المواعيد، فيبقى مقبولا وطنيا بالمقارنة بمؤسسات استشفائية أخرى، حيث ينحصر مثلا في 6 أيام لاستشارة أطباء أمراض السكري، و40 يوما بالنسبة لأطباء الجلد، و12 يوما لتخصص الأنف والحنجرة، و23 يوما بالنسبة لتخصص الجراحة التجميلية، و9 أيام لطب الأطفال، و24 يوما لتخصص أمراض المعدة، و68 يوما لتخصص أمراض النساء، و31 يوما لأمراض القلب، و7 أيام للكلى والمسالك البولية، و18 يوميا للأمراض العقلية. وفي هذا الصدد، شدد المصدر نفسه على أن هناك مقاربة تم اعتمادها للحد من هذا المشكل ولتقريب المواعيد الطبية، خصوصا إذا ما توفرت الإمكانيات البشرية وتفعيل دور المؤسسات الاستشفائية بباقي أنحاء الجهة، وتمكينها من الإمكانيات الضرورية لتقوم بدورها لامتصاص جزء من الضغط الذي تعيشه المؤسسة. وبخصوص مؤاخذات السكان على الخدمات المقدمة وتأخر المواعيد، أوضح المصدر نفسه أن «هذه المؤسسة الاستشفائية رهن إشارة المواطنين، ولا يمكنها في حال من الأحوال أن تمتنع عن تقديم أية خدمات صحية في حدود الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة، وأن العلاج حق كل مواطن في حدود ما هو متوفر، وكل تقصير في هذا المجال فبإمكان أي كان أن يتقدم بشكايته للمصالح المختصة قصد دراستها وتتبعها». يشار إلى أن المركز الاستشفائي الحسن الثاني هو مركز استشفائي من المستوى الثاني في مسلك العلاجات تم الشروع في بنائه سنة 1963، وبدأ العمل به سنة 1967، وشيد على مساحة إجمالية تناهز 20500 متر مربع وبقدرة استيعابية تناهز 447 سريرا.