في ممر ضيق في مدينة ميروت الهندية في ولاية أوتار براديش، يخشى شهب الدين ازدياد القمع على المسلمين في حال فوز حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الانتخابات المحلية التي بدأت هذا الأسبوع. ويروي أن الشرطة قتلت شقيقه عليم بالإضافة إلى 22 مسلما آخر خلال قمع حركة الاحتجاجات في 2019. يخشى المسلمون في الهند اليوم أن تصبح السلطات أكثر صرامة حيالهم في حالة إعادة انتخاب يوغي أديتياناث وهو الوزير الأول في ولاية أوتار براديش ومت هم بتشجيع أعمال عنف نفذها سكان محليون بحق مسلمي الولاية وإدخال قوانين تمييزية لتهميش هذه الفئة الدينية. ومن أمام منزله، يقول شهب الدين الذي فضل عدم الكشف عن اسم عائلته خشية رد فعل يطاوله "نخاف أن تقتل الحكومة إخواننا وأطفالنا وتقتلنا نحن إذا بقيت في السلطة، بهذه البساطة". ويعتبر الرجل البالغ 46 عاما أن يوغي أديتياناث "قاتل وإرهابي". وي عد يوغي أديتياناث البالغ 49 عاما حاملا لواء هندوسية قومية قوية اكتسبت زخما مع تسلم ناريندرا مودي رئاسة الحكومة في العام 2014 ومعه حزب بهاراتيا جاناتا. ولطالما كان أديتياناث عضوا في "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" وهي منظمة هندوسية يمينية ألهمت عقيدة حزب بهاراتيا جاناتا. وفي ولاية أوتار براديش، ذهب حزب الشعب الهندي إلى أبعد مدى بحيث فرض قيودا على مسالخ المسلمين المتهمين بقتل الأبقار وهي حيوانات مقدسة في الهندوسية، وعلى مكبرات الصوت المستخدمة لبث الأذان. وأصدرت حكومة أديتياناث قانونا ضد "جهاد الحب" وهي عبارة ابتكرها متطرفون هندوس يتهمون فيها المسلمين بإغواء الهندوسيات للزواج منهن وإجبارهن بذلك على تغيير ديانتهن. غير أن ما يخيف فعلا مسلمي ولاية أوتار براديش الذين يشكلون نحو 20% من سكان الولاية البالغ عددهم 200 مليون تقريبا هو ازدراء سيادة القانون وهو ما ينسبونه إلى الوزير الأول في الولاية الغارقة في الفقر وذات الكثافة السكانية الكبيرة في شمال البلاد. فمنذ وصول حزب الشعب الهندي إلى السلطة في العام 2017، توفي أكثر من 100 مشتبه بهم بارتكاب جرائم معظمهم كانوا مسلمين أو من طبقة الداليت التي كانت ت طلق عليها تسمية "المنبوذين"، خلال "التقائهم" بالشرطة. وتعتبر منظمات الدفاع عن حقوق الانسان أن هذه الإعدامات تحصل خارج نطاق القضاء وهو اتهام ت بر ئ الحكومة نفسها منه. وتلجأ سلطة أديتياناث إلى استخدام تهمة إثارة "الفتنة" التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وقوانين مكافحة الإرهاب التي ت تيح احتجاز المشتبه به طيلة ستة أشهر بدون تهمة، وذلك، بحسب معارضي أديتياناث، بغية إسكات المعارضة. وبدأت ما تعتبرها المعارضة وحشية خلال احتجاجات في العام 2019 على قانون حول المواطنية صدر عن حكومة مودي. وبعد تحو ل بعض التظاهرات إلى أعمال عنف، وعد أديتياناث "بالانتقام". ودهمت شرطة مكافحة الشغب عدة مدن لا سيما أحياء المسلمين فيها واقتحمت منازل واعتدت على السكان ودمرت ممتلكاتهم، بحسب شهود. وأفادت وسائل إعلامية بأن معظم ال23 شخصا الذين قضوا في أوتار براديش، قتلوا بالرصاص، فيما تؤكد الشرطة أن أحدا لم يقتل بالأسلحة النارية. ويؤكد شهب الدين أن العدالة لا تزال لم تتحقق بعد عامين على مقتل شقيقه عليم. ويقول "خلال جلسات الاستماع في المحكمة، يضطر شقيقي صلاح الدين إلى أن يبقى جالسا طوال ساعات ثم يطلب منه ببساطة أن يعود إلى منزله مع تعيين موعد آخر". ويتابع "يظنون أننا ضعفاء ويقومون بكل ما في وسعهم لقمعنا". وتوضح نفيسة بيغوم لوكالة فرانس برس أن ابنها محسن الذي كان يبلغ 28 عاما كان أيضا ضحية القمع. وتقول "لم يكن هناك أي مؤشر في ذلك اليوم إلى احتمال إطلاق نار هنا. كان يوما عاديا، كان الجميع يمارسون أعمالهم". وتتابع بتنهد "هناك كثير من الظلم (ضد المسلمين، في ظل هذه الحكومة). هناك كثير من الظلم".