يواجه المنتخب الوطني المغربي، الثلاثاء، نظيره المالاوي، بداية من الساعة الثامنة ليلا، على أرضية ملعب أحمد أهيدجو بياوندي الكاميرونية، لحساب ثمن نهائي كأس الأمم الإفريقية. ويطمح أسود الأطلس لفك عقدة مباريات خروج المغلوب عند مواجهتهم لمالاوي، علما أن هذه العقدة لازمتهم، منذ عام 2004، عندما لعبوا النهائي أمام تونس، وخسروه بهدفين لهدف، ليفشل المغرب بعد ذلك في الانتصار في لقاءاته إذا ما تجاوز دور المجموعات. وفي عام 2006، لم يتأهل المغرب أصلا إلى الأدوار الإقصائية، بعد خروجه من دور المجموعات، عقب احتلاله المركز الثالث في مجموعة تأهلت عنها كل من مصر، التي حصدت اللقب، وساحل العاج، وهو الأمر نفسه الذي حدث عام 2008، لتتواصل الانتكاسات المغربية في كأس الأمم الإفريقية، أما في عام 2010، فالمنتخب المغربي لم يشارك في الأصل. وتواصلت الانتكاسات بعد الخروج من دور المجموعات في نسخة 2012، جراء احتلال المركز الثالث خلف كل من الغابون، وتونس، ليتكرر المشهد نفسه، عام 2013، ليغيب بعد ذلك المغرب عن العرس الإفريقي في عام 2015، بسبب العقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفي عام 2017 استطاع المغرب، أخيرا، التأهل إلى ربع النهائي، إلا أنه خسر المباراة من مصر بهدف نظيف، سجله، آنذاك، محمود كهربا في الدقيقة 88، علما أن هذه النسخة كانت هي الأخيرة، التي عرفت مشاركة 16 منتخبا قبل الانتقال إلى 24. واستطاع المنتخب الوطني المغربي التأهل إلى ثمن النهائي، عام 2019، في أول نسخة تجرى بمشاركة 24 منتخبا، إلا أنه فشل في تجاوز دور 16، بعد خسارة مفاجئة أمام البنين بالضربات الترجيحية، وهو ما لا يتمناه اللاعبون، ووحيد خاليلوزيتش، والجامعة، وكل محبي أسود الأطلس في النسخة الحالية في الكاميرون، إذ يتطلع الكل بالمنتخب إلى الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، بداية بتجاوز مالاوي. وعودة إلى مباراة اليوم أمام مالاوي، فإنه سيكون وحيد خليلوزيتش مطالبا بإيجاد التوليفة القادرة على تحقيق الانتصار، والتأهل إلى ربع النهائي، بعدما استرجع كافة عناصره باستثناء فيصل فجر، المصاب بفيروس كورونا، إذ من المتوقع، أيضا، ألا يبدأ أشرف حكيمي المباراة منذ البداية، في انتظار التشيكل الأساسي، الذي سيعتمد عليه المدرب المغربي. وعلاقة بالمباراة، قال وحيد خاليلوزيتش في الندوة الصحفية، التي تسبق اللقاء، إنه من الضروري تجاوز ثمن النهائي أمام منتخب مالاوي، وبعد ذلك لكل حادث حديث، مشيرا إلى أنه يناقش مباراة بمباراة، ولا يستبق الأحداث. وأضاف خاليلوزيتش أنه يجب مواصلة العمل، بان النجاح لا يكون في مباراة واحدة، وإنما على مراحل، ومباريات متتالية، مشيرا إلى أنه جد متفائل، وموضحا أنه لا توجد هناك مباراة مربوحة سلفا، والحقيقة تكون على الميدان، والفوز يأتي عن طريق بذل المجهود على أرضية الملعب. وأوضح خاليلوزيتش أنه يجب الدخول إلى المقابلة بتركيز كبير، وإلا ستحدث المفاجأة، فنيجيريا أقصيت بعد أن رشحها الجميع للفوز باللقب، وفي إفريقيا ليس هناك منتخب صغير. وأردف خاليلوزيتش أن الهدف من المشاركة في كأس الأمم الإفريقية، هو الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين في المنتخب الوطني تنقصهم الخبرة، موضحا في الوقت ذاته أن الظرفية الحالية لا يسمح فيها بالخطأ. وفي الجهة المقابلة، يسعى المنتخب المالاوي إلى تحقيق المفاجأة والانتصار على المغرب لحجز مقعد له في ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، بعدما حقق التأهل إلى الثمن لأول مرة كذلك، علما أنه شارك في "الكان" في ثلاث مناسبات فقط. وفي هذا الصدد، قال ماريو مارينيكا مدرب منتخب مالاوي، إن مواجهة المغرب في ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا لن تكون سهلة، مشيرا إلى أن المنتخب المغربي يضم عناصر جيدة، ومدربا خبيرا، لم يخسر في دور المجموعات، وقدم مستويات جيدة. وختم تصريحه بالإشارة إلى أنه يعرف نقاط ضعف المنتخب المغربي، وسيسعى إلى استغلالها من أجل مفاجأته، رغم أنه يملك نقاط قوة عديدة، أهمها خط دفاعه القوي. وتواجه مالاوي مع المغرب في عشر مباريات، منذ عام 1985، إلى غاية 2019، عندما كان آخر لقاء، حيث انتصر أسود الأطلس في ستة لقاءات، فيما حسم التعادل ثلاث مواجهات، بينما فازت مالاوي في لقاء واحد. ودارت أول مباراة بين المنتخبين، في السابع من أبريل عام 1985، انتصر فيها المغرب بهدفين نظيفين، ضمن تصفيات كأس العالم 1986، قبل أن يحسم التعادل السلبي مباراة الإياب في 21 من الشهر ذاته. وتواجه المنتخبان مرة أخرى، يوم 11 أبريل 1993، برسم ذهاب التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا "تونس 1994′′، وانتهت المواجهة بفوز مالاوي بهدف نظيف، فيما انتهت مباراة الإياب، التي أجريت، يوم 24 يوليوز 1993، بفوز المنتخب المغربي بهدفين نظيفين. وتكرر التعادل بين المنتخبين للمرة الثانية في المباراة، التي أجريت بينهما في الخامس من يونيو 2004 بهدف لمثله، ضمن تصفيات كأس العالم 2006، قبل أن ينتصر أسود الأطلس في لقاء الإياب بأربعة أهداف لهدف في الرابع من يونيو 2005، ليعود المغرب، وينتصر مرة أخرى بهدفين نظيفين، في الثاني من شتنبر 2006. وواصل المغرب انتصاراته، عام 2007، بهدف نظيف على مالاوي، ثم عام 2018،بثلاثية نظيفة، قبل أن يحسم التعادل السلبي آخر مواجهة جمعت بينهما ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019.