«كنت في العشرين من العمر حين تزوجت للمرة الأولى في تونس من مهندس يدعى جون بيير، أنجبت معه ثلاثة أطفال، بعد ذلك وقع الطلاق. زيجتي الثانية كانت في المغرب، وكنت حينها أبلغ الثانية والثلاثين من العمر، كان اسمه ميشيل، فنان ورياضي عانيت معه بسبب خيانته، أنجبت وإياه طفلي الرابع… معه لم أنظر قط إلى أي رجل آخر حتى العاشر من مارس سنة 1970، كنت حينها في التاسعة والثلاثين من العمر». هكذا بدأت ميشلين زوجة الفنان العالمي شين كونري رواية قصة حبهما التي بدأت في المغرب واستمرت وتحدت الزمن لتبلغ أكثر من أربعة عقود. القصة بدأت يوم 10 مارس من سنة 1970؛ «كان اليوم الأول من بطولة الحسن الثاني للغولف والتي كنت أشارك فيها على الدوام، لقد كنا مقربين من الملك الحسن الثاني وكان زوجي ميشيل يلعب الغولف بشكل ممتاز حتى أنه كان أحد مرافقي الحسن الثاني على الحلبة.
كنت في نادي المحمدية شمال الدارالبيضاء في الطريق إلى الرباط، في شرفة غرفتي لفت انتباهي رجل بطوله الفارع وكتفيه الواسعين، جذبني شكله بالرغم من أنني لم أر وجهه، أنا رسامة ولذلك لطالما ألهمتني الأجساد»، تقول ميشلين التي لم تتعرف يومها إلى الرجل الذي لفت انتباهها وجذبها لدرجة أنها حلمت به. في اليوم الموالي، انضمت ميشلين إلى حلبة المنافسة وهناك رأت الرجل وقد تمكنمن إدخال كرته في الحفرة البعيدة بما لا يقل عن عشرة أمتار، هتفت له وصفقت وفجأة التفت، لقد كان شون كونري. «بالنسبة للآخرين هو نجم سينمائي، هو «جيمس بوند»، «دكتور نو»… بالنسبة لي كان رجل أحلامي، لقد كان ضيف شرف البطولة».
في ذلك اليوم، وبينما كانت ميشلين تتناول قهوتها في قاعة النادي، جاء أحدهم نحوها ليخبرها بأن شين كونري يود التعرف عليها، وبالرغم من أنها ليست من النوع الذي يبادر للتعرف على رجل، فقد خرقت ميشلين قاعدتها وقامت من مكانها وتوجهت نحو «جيمس بوند» لتتعرف عليه وتعرفه عليها. «كنت أكرر عبارة «وات؟»، كلما قال شيئا، لم اكن أتقن الإنجليزية وكانت تلك طريقتي لمجاراته»، تقول ميشلين التي عرفت في تلك اللحظة بأنها أخيرا وجدت رجل أحلامها الذي لطالما تمنت لقاءه. «في اليوم الثاني من البطولة وبينما كان زوجي بعيدا عني، حيث كان في فاس يلعب رفقة الملك، التقيت مجددا بشون كونري الذي اقترح علي تناول الغداء رفقته»، ومن دون تردد استجابت ميشلين للدعوة، رغم تفكيرها لوهلة في أن الأمر لا يجوز خصوصا أنها وزوجها معروفين لدى الجميع هناك.
هذه المرة كان المترجم إلى جانبهما لينقل لكل واحد من الطرفين كلام الآخر، وفي نهاية اللقاء عرض كونري مرة أخرى على ميشلين مرافقتها وسائقها إلى بيتها في الدارالبيضاء، ومرة أخرى وجدت نفسها ترد بالإيجاب من دون أن تفكر كثيرا. كانت تلك بداية القصة التي استمرت طوال أيام بطولة الغولف، قبل أن تبوح ميشلين، في اليوم الأخير من التظاهرة الرياضية، بما اجتاحها منذ أول يوم رأت فيه شين «هل تعلم؟ أنا أحبك وسأبقى كذلك إلى الأبد»، هكذا اعترفت ميشلين لرجل أحلامها بما يختلج قلبها ليرد عليها ببرود متسائلا «كيف هو حال زواجك؟»، كان ردها بكونه يسير نحو الأسوأ، قبل أن تطرح نفس التساؤل عليه ليصدمها برده «أنا سعيد رفقة زوجتي (الممثلة الأسترالية ديان سيلانتو) وابني». لم تكن ميشلين تتوقع تلك الإجابة التي هدمت فجأة قصر الرمال الذي بنته طوال الفترة السابقة.
في اليوم الموالي، فاز شين كونري ببطولة الرجال، في حين فازت هي ببطولة النساء والتقطت لهما صور تعتبر الأولى من نوعها التي يجتمعان فيها معا، بعد ذلك بيوم، اتصل بها شين طالبا منها الالتحاق به في مراكش «قلت له ألا يتصل بي أبدا»، كان ذلك الرد الحاسم لميشلين التي طلبت بعد ذلك الطلاق وكانت مكتفية بعيش ما تبقى من حياتها على ذكرى أربعة أيام عاشتها رفقة كونري وتعتبرها الأسعد في حياتها.
بعد ذلك بأشهر سيطلب صديق مشترك للثنائي من ميشلين لقاء شين في ماربيا بإسبانيا، كذلك كان وهناك اعترف لها بأنه كذب حين وصف زواجه ب»السعيد»، كما اعترف بأنه لم يتوقف عن التفكير فيها، بعد ذلك حصل كونري بدوره على الطلاق لتلتحق ميشلين به للعيش معه في لندن سنة 1971 وبعد أربع سنوات وتحديدا في أبريل من سنة 1975 احتفل الثنائي بزواجهما في جبل طارق ومنذ ذلك الوقت وهما يعيشان قصة حب تزداد مع مرور السنوات شغفا وقوة.