ونشرت الخارجية الفرنسية على موقعها خريطة لونت فيها مناطق الحدود بالصحراء، أي تلك التي توجد شرق الجدار الأمني، بالأحمر وتعتبرها مناطق غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر، وتحظر ضمنيا على الفرنسيين التوجه إليها تحت أي ظرف. وقال موساوي العجلاوي، الخبير المغربي في شؤون الصحراء والدراسات الإفريقية، إن المنطقة التي تمتد من جنوب تندوف وتشمل كل الحدود مع موريتانيا، «محفوفة فعلا بالمخاطر»، مشيرا في تصريح ل»اليوم 24» إلى أن الأمين العام الأممي بان كي مون سبق له أن خصص عدة فقرات من تقريره المرفوع إلى مجلس الأمن في أبريل الماضي لهذه المنطقة، مؤكدا على أنها تعيش وضعا أمنيا متدهورا لدرجة أن عناصر المينورسو صاروا يبتعدون عنها ويلجؤون إلى الجدار الأمني المغربي. وأضاف الخبير المغربي أن المخاوف الفرنسية والغربية عموما، نابعة من كون المنطقة الممتدة من مدينة «الزويرات» الموريتانية إلى تخوم هذا الجدار الأمني صارت «معقلا» لعناصر حركة «الجهاد والتوحيد بغرب إفريقيا» الإرهابية المنشقة في نهاية 2011 عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». كما أنها تحولت إلى «مرتع» للتهريب بكل أنواعه ولتجارة المخدارت، بل إنها غدت «أكبر سوق للأسلحة» حسب تعبير العجلاوي. من جهته، برر مصدر من السفارة الفرنسية رفع حالة الحذر في تلك المنطقة بكونها متاخمة للجنوبالجزائريوموريتانيا، وهما منطقتان تحظر باريس على الفرنسيين التوجه إليهما إلا للضرورة القصوى لأن خطر الإرهاب فيهما يظل مرتفعا جدا. في المقابل، صنفت الدبلوماسية الفرنسية أقاليم العيون والداخلة وبوجدور والسمارة بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر ضمن الدائرة الصفراء، والتي تعني أنها أقل خطورة، لكنها بحسب نصائح الدبلوماسية الفرنسية تعتبر من المناطق التي تتطلب حذرا مضاعفا، كما تدعو الفرنسيين إلى عدم الخروج في تنقلاتهم عن الطرق المعبدة، وتطالبهم بأخذ موافقة مسبقة من الدرك الملكي أو الجيش المغربي قبل الإقدام على أخذ مسالك أخرى. ويرجح العجلاوي أن سبب رفع حالة الحذر في المناطق الصحراوية بغرب الجدار الأمني هو خشية السلطات الفرنسية من «تسلل» عناصر من حركة «التوحيد والجهاد» عبر الزيارة المتبادلة بين سكان مخيمات تندوف وسكان الصحراء تحت إشراف الأممالمتحدة، خصوصا وأن «العمود الفقري» لهذا التنظيم الإرهابي يتشكل في الوقت الراهن «أساسا من شباب المخيمات ومن أبناء قبائل شمال موريتانيا»، حسب ما يقول الخبير المغربي. وعلى عكس الجزائروموريتانيا اللتين وضعت الخارجية الفرنسية كل ترابيهما، إما ضمن الخانة الحمراء (أي منطقة تُحظر زيارتها) أو البرتقالية (أي منطقة خطيرة جدا)، فإن كل مناطق المغرب غير الصحراء، جاءت ضمن الخانة الخضراء، ما يعني أنها آمنة ولا تتطلب حذرا استثنائيا، وبصفة عامة دعت الخارجية الفرنسية عبر بوابة «نصائح السفر» على موقعها الإلكترونى مواطنيها في جميع أنحاء المغرب إلى ضرورة الابتعاد عن أماكن المظاهرات والتجمعات العشوائية واتباع التدابير الاحترازية المعتادة