بعد سنتين من الجدل السياسي الصاخب في المغرب على إثر وصول حكومة بنكيران ، ينتظر أ ن توحد مسيرة غزة غدا الأحد الأطياف السياسية الوطنية. على الرغم من خلافاتها السياسية والإيديولوجية، إلا أنه ينتظر أن تنزل الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في مسيرة واحدة يوم غد الأحد، بالرباط، تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أيام، وذلك خلال العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم «الجرف الصامد»، والتي قتلت إلى حدود أمس الجمعة، 264 مواطنا، منهم 58 طفلا، و28 امرأة، فيما خلفت أكثر من ألفي جريح. هذا، وقد دعت في وقت سابق، كل من مجموعة العمل من أجل فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إلى مسيرة شعبية بالعاصمة المغربية، يوم الأحد المقبل، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والتضامن مع الشعبي الفلسطيني، لتتوالى بعدها إعلانات التنظيمات الجمعوية والسياسية المساندة لهذه المسيرة. وينتظر أن توحد المسيرة الاحتجاجية، الأطياف السياسية أغلبية ومعارضة، خصوصا بعد إعلان الأحزاب جميعها النزول إلى جانب الجمعية المغربية ومجموعة العمل في مسيرة الرباط. وبحسب المعطيات التي توصلت بها «اليوم24»، فإن جل الأحزاب السياسية قد أعلنت نزولها، من بينها حزب التقدم والاشتراكية، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاتحاد الاشتراكي، وحزب الاستقلال، والحركة الشعبية، بالإضافة إلى حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي، التوحيد والإصلاح، فيما لم يعرف بعد إن كان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة سيشارك إلى جاب وزرائه في الحكومة في هذه المسيرة. وفي الوقت الذي أعلن المحامي خالد السفياني، منسق مجموعة العمل من أجل العراقوفلسطين، خلال ندوة صحافية، بحر الأسبوع الجاري، عن كون مسيرة الأحد «مفتوحة أمام الشعب المغربي، إلا من أبى»، خرجت جماعة العدل والإحسان، بدعوة منفصلة عن باقي التنظيمات السياسية، إذ اكتفت ببلاغ للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التابعة لها، تدعو فيه إلى مسيرة يوم الأحد، دون الإشارة إلى مسيرة الهيئتين التي ستجمع الأطياف السياسية كاملة. وقد زكى النزول «المنفرد» للجماعة في المسيرة «الجامعة» للأطراف السياسية والجمعوية بالمغرب، بلاغ لمجلس إرشاد الجماعة، يدعو فيه المغاربة إلى المشاركة المكثفة في «المسيرة الوطنية التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، دون الإشارة إلى دعوة مجموعة العمل، وجمعية مساندة الكفاح. وفي سياق آخر، كشفت مصادر مطلعة على سير عمليات الإعداد للمسيرة، أن «المنظمين على الرغم من بعض تخوفاتهم بخصوص تأثير الصيام على حجم المسيرة وعدد المشاركين فيها»، إلا أنهم «ينتظرون مشاركة حاشدة، خصوصا وأن جميع المسيرات الاحتجاجية الوطنية كانت بحجم مشرف جدا»، تردف مصادرنا. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الشعارات واللافتات التي سترفع في مسيرة يوم غد ستمضي في منحى التنديد ب»التواطؤ العربي الرسمي في العدوان على غزة وعلى كل فلسطين»، كما ستطالب القادة العرب ب»تحمل مسؤوليتهم التاريخية في التصدي للإرهاب الصهيوني وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني وقطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني العنصري المجرم»، إلى جانب «التوقف عن إجهاض انتصارات الشعب الفلسطيني». إلى ذلك، «يتعين على المشاركين، أن يبدعوا في أشكال تضامنية، كلوحات تعبيرية وبعض اللافتات التي تصب في نفس أهداف المسيرة»، بالإضافة إلى «الحرص على النظام وتوحيد الشعارات، والامتثال لإرشادات اللجنة المنظمة»، بحسب تعبير المصادر ذاتها. ومن المرتقب أن تنطلق المسيرة من ميدان «باب الأحد»، وسط الرباط، قبل أن تجوب أهم شوارع العاصمة، وعلى رأسها شارع محمد الخامس، حيث يوجد مبنى البرلمان.