يستعد المغرب لنقل خبرته العلمية في مكافحة فيروس كورونا إلى البلدان الإفريقية، بدأ بموريتانيا، وينتظر أن يوسع تجربته لتشكل دول إفريقية مجاورة. في إطار التعاون، لاسيما اتفاق التعاون المبرم سنة 2019 بين المعهد الوطني للصحة بالمغرب والمعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية بموريتانيا، تمت برمجة سلسلة من الدورات التكوينية حول تشخيص كوفيد-19، والتسلسل الجيني ل فيروس كورونا المستجد. وخلال شهر أكتوبر الجاري، استقبل المختبر الوطني المرجعي للإنفلونزا، وفيروسات الجهاز التنفسي، التابع للمعهد الوطني للصحة بالمغرب، أول فريق من مختبر فيروسات الجهاز التنفسي، التابع للمعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية في موريتانيا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التكوين استمر لمدة ثلاثة أسابيع، من 23 شتنبر إلى 13 أكتوبر 2021، وتمحور حول تشخيص فيروس كورونا المستجد بواسطة البيولوجيا الجزيئية، والتسلسل الجينومي الكامل ل"سارس-كوف2″ بواسطة تقنية الجيل التالي لتحديد التسلسل (NGS)، كما استفاد المتدربون من التكوين في مجالات أخرى ذات علاقة بالمختبرات، كالتدريب في الجودة والسلامة الإحيائية. ومن المتوقع أن تستفيد فرق أخرى من مختبر المعهد الوطني للبحوث، في مجال الصحة العمومية بموريتانيا من هذا التكوين خلال الأسابيع المقبلة. ويخطط المعهد الوطني للصحة بالمغرب لاستقبال مشاركين آخرين من دول إفريقية مجاورة، لنقل التكنولوجيا والمعرفة العلمية في مختلف المجالات، التي تقع ضمن اختصاصه. يذكر أن المغرب كان قد دعا إلى تقاسم التجارب بين دول القارة لتعزيز فرص تصدي مختلف البلدان للجائحة، ما دعا في محطات مختلفة منذ بداية عدوى كورونا، إلى إنشاء مرصد إفريقي للأوبئة، يعزز من تصدي القارة للأوبئة، التي يمكن أن تواجهها في المستقبل، كما طالب بضرورة توفر عدالة دولية، لتمكين مختلف الدول، حتى الفقيرة منها، للولوج إلى لقاحات كورونا.