لم يكن الأمر سهلا على حزب التجمع الوطني للأحرار أن يتخلى بسهولة أو يفرط في وزارة هامة، في الهرم الحكومي، وهو الذي استحوذ في وقت سابق على صلاحيات تسيير صناديقها التنموية التي تعد بالمليارات، فرئيسه عزيز أخنوش الذي بات يقود الحكومة الحالية، هو نفسه من ظل يقود وزارة الفلاحة حوالي 14 سنة، فلا غرابة إذن أن يتشبث التجمع الوطني للأحرار بوزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، ويعهد بتسييرها، إلى واحد من أطر الحمامة، وابن المنطقة الشرقية، محمد صديقي، الكاتب العام للوزارة ذاتها، الذراع اليمنى لأخنوش، والمنفذ الأول لكل القرارات، والذي كان واحدا من المستأمنين لدى أخنوش، فاقتنع بعمله وتسييره، ولهذا اقترحه. الصديقي الذي عينه الملك محمد السادس اليوم وزيرا للفلاحة خلفا لأخنوش، يبلغ من العمر 64 سنة، ينتمي لحزب الأحرار وفاز بمقعد برلماني مؤخرا في دائرة بركان، يصنف أيضا داخل وزارة الفلاحة بأنه المسير الفعلي لها، إلى جانب الوزير السابق أخنوش. يعتبره الأحرار بأنه راكم تجربة كافية وهو كاتب عام للوزارة نفسها، أهلت حزب الحمامة للظفر بهذه الوزارة. محمد صديقي، المتحدر من مدينة بركان، هو أب لطفلين، مهندس دولة في الزراعة، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة مينيسوتا "الولاياتالمتحدةالأمريكية"، في سنة 2009، سيعين في منصب المدير العام لمعهد الحسن الثاني للزراعة، قبلها ومنذ سنة 2000، كان يعمل خبيرا لدى المعهد الدولي للموارد الجينية النباتية بروما، إيطاليا، ومنذ 2010، وهو خبير أيضا لدى الوكالة الوطنية للأبحاث الفرنسية بباريس، قبل أن يعين كاتبا عاما لوزارة الفلاحة سنة 2013. بدأ حياته المهنية عام 1984 ك1ستاذ باحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. وفي سنة 2005، أصبح مديرا للبحث العلمي ودراسات الدكتوراه حتى سنة 2009. كما كان في الآن ذاته مكلفا بمديرية الشؤون الإدارية سنة 2007-2008.